على فكرة، بشرى متناسقة ومنسجمة تمام الانسجام مع نفسها في كلّ ماتقوم به وما تبديه من مواقف. هل قدّمت لكم نفسها يوما كمدافع عن الهوية أو مستلهم من ثقافة الأمّة أو مؤمن بمعتقداتها؟
هي صاحبة مشروع معلن لا تخفيه ولا يحرجها أبدا أن تنعت بسببه بكلّ النعوت الّتي تعرفون
من حقّها، ومن الطبيعي أن تستغلّ وضعها كنائبة لتمرير مشروعها الذي تؤمن به.
كان يمكن أن يكون الأمر فقط مثيرا للسّخرية، لو كنّا مطمئنّين إلى أنّ لدينا داخل المجلس قوة وازنة مسؤولة ومدعومة تقف في وجه هذه الخزعبلات من حين لآخر لكنّ المشكلة أننا عرايا ويتامى وخائفون!
خائفون لأننا لم ننصر أنفسنا يوم كان النصر في الصناديق، وانتخبنا الفاسدين كي يصلحوا أمرنا.
ليست مشكلة أن يغيّروا القوانين، ففي الديموقراطية، القوانين ليست مقدسة، ليست مشكلة مادام لا يزال بإمكانك أن تعود إلى الشعب مرة أخرى فيعاقب العابثين وينتخب من يعيد تلك القوانين إلى الوضع الطبيعي الملائم لمصلحته وهويته.
المشكلة أن الشعب ليس معنيا تماما بهذه المعارك ويعتبرها معارك نخب، وسيستغفل نفسه مرّة أخرى ويبحث عن العسل في است القرد.
عقدة العاهرة من الطاهرة.
عندما نسمح بحرية اختيار لقب الأمّ، فهذه خطوة أخرى في طريق التطبيع مع "التّكبيل" ( من كبّلت تكبّل تكبيلا... أي أنجبت كبّولا.)
عندها سيتفرق دمنا بين القبائل، ويصبح الانتساب إلى لقب الأمّ أمرا عاديّا ومشتركا ولا يحيل على أيّ وضع غير طبيعيّ، ويصبح الجميع أبناء زنا، أو الجميع أبناء حلال.
عقدة العاهرة من الطاهرة، تعود دائما، وتغيّر جلدها.