الدّولة الّي تتشطّر على الضّعيف والزّوّالي وتهبّط راسها وتسفّ التّراب قدّام البانديّة والفسّاد، هي دولة ساقطة وقليلة حياء وعديمة شرف.
الدّولة الّتي لم تتجرّأ على لطفي العماري وبوغلاّب اللّي أهانوا مؤسّساتها بقضائها وبرلمانها ومواطنيها، وجماعة النّقابات الأمنيّة اللّي ليل ونهار فارشين مصارنها على قارعة الطّريق ويتمعّشوا منها وجماعة الخبراء المرتزقة اللّي خدمتهم الوحيدة تضليل الرّأي العامّ وتحطيم إرادة النّاس،
لم تتجرّأ على اللّي صادرة فيهم أحكام قضائيّة ومازالوا يخدموا في وظائف عليا، ويفتوا في التّلافز ويحوّسوا في قصور الرّئاسة،
ولم تتجرّأ على بّانديّة الاتّحاد وهم يركّعونها كلّ يوم ويشلّكونها، ولم تتجرّأ على مقاولين يعملوا في قناطر بشكوطو وطرقات تختفي في يومين كطلاء الأظافر، ولم تتجرّأ على مافيات تتحدّاها علنا وتعلن العصيان وتدعو للانقلابات.
ولم تتجرّأ على ولد القرويّ الّذي يمسك الجميع من حيث لا أدري فينقادون له خانعين... لكنّها تستعرض قوّتها وعنجهيّتها وغطرستها وتبوريبها على موظّف في الرّصد الجوّي بحجّة أنّه تكلّم في غير اختصاصه؟
وشكون فيكم لم يتكلّم يوما في غير اختصاصه يا أولاد الّذين... بل شكون فيكم اللّي تكلّم يوما في اختصاصه يا أولاد كلّ الّذين....
كلّ الوزراء يجب أن يعلموا أنّ الدّولة ليست ضيعات أو مزارع قمح وهم نظّار عليها أو أسياد، وأنّ الموظّفين ماهمش خيش تمسحوا فيه ساقيكم وقتلّي تجوا داخلين لوزاراتكم ولاّ خارجين منها.
ذنب عبد الرزاق الرّحّال أنّه كان رجلا على الفطرة نقيّ السّريرة، تكلّم بطيبة المواطن الشعبيّ ونسي للحظة أنّه موظّف في إدارة دولة البّانديّة، قلبه حرقه على البنيّات الغريقات فأراد أن يخفّف من وجع والديها بأن يصفهما بالشّهيدتين، وهو وصف حقّ، إلاّ لمن كانت مشكلته مع قراءة الفاتحة ذات يوم ومع الدّعاء ومع صلاة الاستسقاء وحتّى مع بسم الله الرّحمان الرّحيم.
نسي أنّ سيادة الوزير مازال يعتبره "الواد محروس بتاع الوزير". نسي الموظّف الغلبان أنّ سيادة الوزير قد فرغت أدراج مكتبه من كلّ الملفّات الكبرى ولم يبق له سوى تصيّد زلاّت الموظّفين، نسي أنّ قانون الشّغل الّذي من المفترض أن يحمي الجميع لا يعترف به الوزراء وإعلاميّو مكافحة القيم الإسلاميّة وحرّاس النّمط المتوحّش...
عبد الرّزّاق الرّحّال ليس نملة تدوسونها بأحذيتكم يا من كنتم من كنتم، ولن نتركه وحيدا. تسقط دولة ألاستبداد، تسقط دولة الوزير، وتحيا دولة الموظّف الغلبان كلّنا عبد الرّزّاق الرّحّال.