العَابِرات

Photo

كتبها انطوان بُول (1911) وغناها جورج براسانس (1972)
نقلها الى العربية سعيد الجندوبي


أريد أن أهدي هذا القصيد
إلى كلّ النساء اللواتي نحبّ
لبضعة لحظات سرّية
للّواتي بالكاد نعرفهنّ
ويدفعهنّ قدر مغاير
ولن نلتقهنّ، مِن بعدُ، أبدا


إلى التي تظهر
للحظة في شرفتها
وبرشاقة تختفي
ولكن قوامها الممشوق
رشيق رقيق
يجعل المرء بالبهجة مفعم


لرفيقة سفر
عيناها مشهد طبيعة
يختصر سحرهما طول الطريق
ربما نحن الأقدر على فهمها
ومع ذالك نتركها تنزل
ولا نلمس منها حتى اليد
إلى راقصة "الفالس" الرقيقة المرنة
مَن بدت لك حزينة قلقة
في ليلة "كرنفال"
وأرادت أن تبقى مجهولة
ولم تعد أبدا
للدوران في حفل آخر، راقص


الى اللواتي تزوّجن
وها هنّ يعشن ساعاتا رمادية
قرب كائن جِدُّ مختلفا
أَطْلَعنَك – جنون بلا جدوى -
على الحزن
من مستقبل يائس


إلى العاشقات الخجلى
وقد التزمن الصمت
ها هنّ على فقدكم لا زلن بثوب الحداد
الى اللواتي ذهبن
بعيدا عنكم، حزينات وحيدات
ضحايا كبريائهنّ الغبيّ


أيّتها الصور الحبيبة التي شاهدتُ
آمال يوم ما، قد خابت
غدا سيطويك النسيان
ربّما لسعادة قد تطرأ
قليلا ما نحتفظ بذكرى
حكايات الطريق


ولكن، إذا ما أضعنا الحياة
سنحلم بشيء من الغبطة
بتلك اللحظات السعيدة الخاطفة
بقُبلات لم نجرؤ عليها
بمُهجات قد تكون انتظرتنا
بالعيون التي لم نرها ثانية


عندها، وفي مساءات الضجر
ونحن نبكي وحدتنا
وأشباح الذكرى تحاصرنا
نبكي الشفاه الغائبة
لكل تلك العبارات الحِسان..
اللاتي لم نعرف كيف نشدُّهن.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات