“Ceux qui font des révolutions à moitié n'ont fait que se creuser un tombeau. Ce qui constitue une république, c'est la destruction de tout ce qui s'oppose à elle.” Saint-Just / Déclaration à la Convention nationale - 26 Février 1794
“Sans destruction pas de construction ; sans barrière pas de courant ; sans arrêt pas d'avance.” Mao Tsé-Toung
وحتّى لا نستفيق يوم، وقد انتصب على جثّة وطننا حامد كرزايٍ ما، أو مجلس حكم انتقالي..
تصوّروا ولو للحظة، مجلس حكم انتقالي يتكوّن من "زعيم المعارضة التّونسيّة"، محمّد الشّرفي1 – كما لقّبته الإنتليجنتسيا الباريسيّة على صفحات جريدة لوموند- ومن "ناشط حقوق الإنسان"، خميِّسْ الشّمّاري.. هذا الّذي رأى ذات يوم – وربّما كلّ يوم- أنّ حقوق الإنسان تتوقّف عند حدود الإسلامييّن.. فهؤلاء لم يُحسمْ بعد فيما إذا كانوا فعلا من فصيلة الإنسان أم لا.. ومن إحدى اللّواتي يعتبرن أنّ تحرير المرأة لا يتمّ إلاّ بتكبيل مجتمع بأسره، وبإدخال القضبان الحديديّة وقوارير الكوكاكولا والمرناق2 بعد احتسائها، في أدبار الرّجال.. هناك في مكاتب وزارة الدّاخليّة.. هنيئا، هذا النصر، لغلاة الحركة النّسويّة من تونس إلى باريس..
تصوّروا أيضا، في مجلسنا الانتقالي، واحد ممن طالما "نظّروا" من فوق المقاعد الوثيرة في برلمانات ما كانوا يحلمون بالوصول حتّى إلى أسوارها الخارجيّة لو دخلوا في عمليّة انتخابيّة شفّافة، لمشاريع الإبادة الجماعيّة لشعب لا يحسن الاختيار..
(يتبع)
1 الرجل الآن في ذمّة الله، فلا معنى الآن لكلامي هذا.. وعلى كل حال فقد تتغير الوجوه ولكن المشاريع ثابتة على حالها.. ألم يأتِ عياض بن عاشور وصحبه، فنفذوا نفس المشروع بعد الثورة؟
2 نوع من أنواع الخمور المشهورة في تونس، ويحمل اسم إحدى المناطق التي كانت فيما مضى خصبة بالضّاحية الجنوبيّة للعاصمة.