"الزرّاع" في ثوبها الجديد.. وتستمرّ الثورة

Photo

حينما انطلق موقع الزراع قبل أربعة أشهر من الآن، لم يكن يدرْ في خُلْدنا أنّ البذرة ستنبت ويشتدّ عودها وتورف أوراقها بمثل هذه السرعة.. ولم نكن نتوقّع بأنّ النجاحات الأولى ستأتي في غضون أشهر معدودات.. نجاحات يمكن إيجازها في بعض الأرقام التي فرضت علينا وتيرة جنونيّة من العمل..

- 731 مقال (أي بمعدّل 6 مقالات في اليوم الواحد)، في السياسة والإقتصاد والإجتماع والقصّة والشعر والفلسفة والترجمة.. في الشأن الوطني، وفي الشأن الدولي.. باللغتين العربية والفرنسيّة.. بأقلام تونسيّة، وكذلك بأقلام متعاونين من شتّى أصقاع الأرض، ممّن يتفقون مع الخطّ الإنساني التحرّري الثوري للزرّاع..

- وبلغ عدد المتابعين للموقع حسب احصائيات "قوقل أناليتكس" 37 ألف.. ثلاثة أرباعهم في تونس و25% منهم من بقيّة بلدان العالم.. وتأتي أرقام "الفايسبوك" لتؤكّد مدى اتساع رقعة انتشار مقالات "الزراع" عبر شبكة التواصل الإجتماعي، حيث بلغت نسب الاطلاع والتفاعل مع المقالات حدودا غير متوقّعة..

وتعكس هذه الانطلاقة المشجّعة مدى جديّة وعمق ما يكتب على صفحات موقع الزراع.. وتعكس أيضا مدى تعطّش الساحة إلى إعلام رأي جديد، قوامه المبادئ والأخلاق والقيم.. إعلام رأي لا يستبله الناس ولا يخاطبهم بلغة الاستعلاء والنخبوية.. إعلام رأي لا يستجدي شعبيّته بالنزول إلى حضيض الشعبوية والابتذال..

"الزراع" كلمات، ونصوص.. ولكن الزراع هم، قبل وبعد ذلك، رجال ونساء جمعتهم رابطة القلم والنضال على مدى سنوات.. التفّوا خلالها حول قيم ومبادئ ثابتة لم يتزحزحوا عنها.. ولم تزدهم العوائق والعقبات ومحاولات الصدّ والإحباط والتكميم التي ما فتئت تعترض سبيلهم.. لم تزدهم إلاّ ثباتا على ثبات..

فالزراع إذًا، مشروع يتجاوز حدود "جريدة" وإن كانت الجريدة هي محور المشروع.. وهي المُختبر الذي يُصنع فيه المعنى.. وما أحوجنا اليوم إلى بناء المعنى، وسط غلبة التسطيح والتزييف!

تتزامن انطلاقة الزراع اليوم في حلّتها الجديدة، التي جاءت لتستجيب لملاحظات ولمقترحات أصدقاءنا ومتابعي جريدتنا.. تتزامن هذه الانطلاقة مع ذكرى مرور خمسة أعوام على اندلاع ثورة الحريّة والكرامة.. والزراع يرون أنّ الثورات عموما هي مسارات طويلة ومراكمة للنضالات المختلفة الأشكال عبر الأجيال، ولكن لا بدّ من الوقوف والتأمل عند بعض المحطات الرمزية حتى لا نضيع البوصلة فنخطأ الطريق.. وهذا ما نقوم به عبر الكتابة على صفحات الجريدة وعبر الندوات التشاركية.. وبمثل هذا يتمّ نشر الوعي وبعث روح الانتماء للوطن الجامع..

تحية في هذا اليوم لكلّ من ساهم بالقليل وبالكثير في سبيل التحرّر.. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات