ما يصلنا عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ من قمع غير مسبوق شكلا ومضمونا، في تاريخ الدّولة المسمّاة أمريكا المُقعية على جماجم "الهنود الحمر"، منذ بداياتها "الدّيمقراطيّة"، لطلبة جامعاتها وأساتذتهم المتضامنين مع الإنسانيّة المهدورة في غزّة (ضرب، سحل، إيقاف...) يعكس إمكانيّة تراجع سطوة اللّوبي الصّهيونيّ المتغلغل فيها وفي غيرها من القوى العظمى في العالم من جهة، وعمق ما أحدثته ملحمة 7 أكتوبر الغزّاويّة القسّاميّة الطّاهرة المطهِّرة من تغيير في معادلات المنطقة والعالم بأسره من جهة أخرى...
إذ فتحت، بما اقترفه الكيان الغاصب اللّقيط المقيت من جرائم مروّعة في حقّ المدنيّين، عيون شباب العالم المغمَضة التي تذكّرني بنكتة محلّيّة كنّا نتداولها سنوات عديدة إلى الوراء مفادها أنّ أحد "القوّادين" الذين لا ينقطع نسلهم قد أنجبت له كلبته مجموعة جِراء فدرّبها على صحيحة "يحيا..." وأهداها إلى وليّ نعمته الحاكم الأعظم الذي كان يجد نشوة عظيمة في تلك الصّيحة... بعد مدّة قصيرة كفّت الجراء عن هتافها فاستُدعيَ صاحبُها على عجَل لتفسير الحكاية، فأجاب بإيجاز: لقد فُتحت أعيُنها. (طبعا لم يستطع أن يضيف: فلم تجد فيك ما يستوجب الهاتف المحفوظ)! مع فارق القيمة والتّقدير بين شباب الغرب المنتفض في جامعاته الأمريكيّة والأوروبية والمُهدي والمهدى والمهدى إليه في الرّواية المذكورة…
لقد قالها إسماعيل هنيّة في واحد من خطاباته الأخيرة: " من أبرز أهداف 7 أكتوبر إعادة إحياء القضيّة".
أصبتم، شيخنا المجاهد، بما نويتم، فرغم ما يعانيه أهلنا في القطاع المرابط من بشِع الجرائم فقد انفتحت العيون وصحت الضّمائر ولن تهدأ عروش حكّام الغرب المنافق ولا قادة شعوب الشّرق المجرور المقطور بفعل موجات الانتفاض الشّعبيّ المنطلقة من الجامعة (انضمّ إلى الطّلبة أولياؤهم في الولايات "المتّ(خذ)ة"، وتحرّك طلبة أروبّا العجوز القهرمانة وقد رأوْا وسمعوا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ببال أحد على أرضكم الصّامدة!! ).
ملاحظة: الصّورة المرافقة تنقل مشهد وضع الأصفاد في يديْ رئيسة قسم الفلسفة نويل ماكافي في جامعة ليروي بأتلانتا.