عربا متصهينين

من القصص المرويّة في التّاريخ أنّ الخليفة المتوكّل في رحلة صيد رمى عصفوراً فلم يصده، فقال الوزير المرافق: "أحسنت ! ردّ الخليفة غاضبا: أتهزأ بي؟! فقال الوزير: لقد أحسنت إلى العصفور إذ تركتَه حيّا يا مولاي !".

بعد ضربة طائرة "يافا" اليمنيّة الحوثيّة عمقَ القدس المغتصبة المسمّاة بعد تدليس وتدنيس "تلّ أبيب" سمعنا عربا متصهينين يحلّلون ويؤوّلون ويقرؤون الحدث بغية تقزيمه لصالح دُويلة الورق البائلة على رؤوسهم منذ عقود يلتمسون لها ما التمَس الوزير لخليفته في ماضٍ عربيّ إسلاميّ تعيس تأبى تعاسته إلّا أن تستمرّ.

ممّا ذهب إليه هؤلاء الغلمان المُخَوْزقة أدبارُهم أنّ "إسرائيل" رصدت الطّائرة وتركتها تضرب هدفها كي تجد ذريعة لمهاجمة اليمن وإيران !

يا هؤلاء الذين اُبتُليت بكم الأمّة المنهوكة:

- دُويلتكم الصّهيونيّة هذه ليس في حاجة إلى ذريعة أو مبرّر فهي تفعل ما تشاء متى تشاء كيفما تشاء لأنّها فوق القوانين والأعراف الدّوليّة منذ وعد بلفور. وجميعكم في خدمتها بالمال والوقود والاستخبار لضرب إخوتكم أبناء دينكم ولغتكم وتاريخكم ومصيركم…

- دويلتكم الصّهيونيّة المستنبَتة التي صوّرتموها لنا جبّارا لا يُقهر فضحتها قلوبٌ عامرة بالإيمان وأرجلٌ حافية وأسلحةٌ بسيطة مصنوعة في وِرَش الحدادة في غزّة الأبيّة التي لم ولن تأكل بثدييْها كما فعلتم على شِبَع.

- حتّامَ ستظلّون تمدحون الخليفة لأنّه وفّر الحياة للعصفور وهو الذي لم يستطع إصابته ؟!

- إذا كان لكم خلاف ما مع شيعة المسلمين فإنّ لي معهم خلافا أعمق بكثير في العقيدة وفي مواقفهم إزاء بعض الوقائع التي تعرفون ولا تعرفون، لكنّني على دين البندقية الموجّهة إلى صدر العدوّ، وذلك مبدأ لا يتغيّر.

- ثمّ ماذا فعلت سُنّتي وسُنّتكم للقضيّة الفلسطينيّة سوى أن جعلت منها قميص عثمان المُعَدّ للتّجارة إذا استثنينا أهلنا في غزّة شعبا ومقاومة ومعهم من قضى من أحرار "فتح" أو من أُدخِلوا المعتقلات منذ عقود مؤبّدًا؟

إنّ المرحلة أيّها المأجورون المنبطحون لا تحتمل التّخوين ولا التّشكيك ولا التّشويه على طاولات حواسيبكم التي لا تطالها أيديكم بفعل الكروش التي لم تُهملها قصائد مظفّر النّوّاب.

كلّ إسناد لمجاهدي الحركة الإسلاميّة في القطاع مرحَّب به ولو صدر عن إبليس الذي ما عاد قادرا على ما تأتونه من خزعبلات خوفا من هزّة أرضيّة يصنعها البواسل على الميدان بعد ملحمة السّابع من أكتوبر الاستثنائيّة تجعل من رؤوسكم ورؤوس حكّامكم البائعين المشترين ومشايخ بلاطاتهم ونُخبكم القابضة أقدامًا

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات