ليس للكيان الصّهيونيّ ومُرضِعته أمريكا قاعٌ في الدّناءة والبذاءة والرّداءة والحقد والنّذالة ... ما هذا الذي يأتيانه تجاه آدميّين فلسطينيّين عُزّل في معتقلاتهم وفي منازلهم وما بقيَ من منازلهم بعد أطنان أسلحتهما الملقاة من طائراتهما الجبانة : اغتصاب معتقلين أمام زملائهم وتحت أنظار مجنّدات الجيش المملوء عُقدًا لم تأت عليها نوعا وكَمّا نظريّاتُ سيغموندْ فْرويْد نفسِه، إجبار مختطفين على ممارسة الجنس مع الحيوانات، إطلاق كلابهم المتوحّشة على عجائز رفضن إخلاء منازلهنّ الأقدم من دويلة الكيان ؟!
ما هذا الحصار المضروب على وصول الغذاء إلى شعب صار على مرأى ومسمع من العالم حُرّه ومُستعبَده يأكل أوراق الشّجر ليُواصل حقّه في الحياة؟! ما الذي نشاهده من جعْل الأغذية الملقاة من عَلُ مَصْيدةً لتقتيل بشَرٍ باحثين عن لقمةٍ تترفّع عنها عجماواتُ الغرب المنافق وعجماوات الهاربين بثروة شعوبهم في خريطة ال"الوطن العربيّ" الممزّقة الموطوءة المغتصَبة ؟!
كيف يُعترض سبيلُ المعونات من طرف عصابات المستوطنين لإتلافها والعبث بها تحت حماية الأمن والجيش حتّى لا تصل بطونَ بشرٍ يتحوّلون إلى سلاسل عظميّة يوما بعد يوم ؟!
أين هي دولُ الطّوق العربيّةُ من أشكال القتل الممنهج التي تَقدّم تفصيلُ بعض مظاهره ؟! ماذا ستقول هذه الأقطار وغيرها من أخواتها العربيّات الإسلاميّات حكّاما وشعوبا لتاريخ لا يرحم ولا يخطئ تسجيل الحقائق ولو زُوّرت ألفَ مرّة ؟!
ألم تهزّ ثمالةَ إحساسِها حركةُ ذلك الطّفل المصريّ المشحونةُ إنسانيّةً ونخوةً وصلابةً يُحدث ثُقبا في الجدار العازل ويمرّر من خلاله أرغفة خبز لإخوة له ابتلاهم الله بأبشع احتلال على امتداد زمن البشريّة فضلا عن "رئيس" منبطح لو جعلنا كرشَه المتمدّدَ وخدّيْه المنتفخيْن بفضل نعمة السّلطة المنقوعة في مياه الصّرف الصّحّيّ الصّهيونيّة طعاما لساكنة غزّة الصّامدين لجنّبناهم المجاعة المفروضة بدناءة العدوّ وتواطؤ الأخ والصّديق؟!
يا أهل غزّة الأكارم الأشراف الواقفين على تخوم ما بقي من كرامتنا: تذكّروا معي عبارة الإمام الشّافيّ رحمه الله وأرضاه :
تموت الأُسْدُ في الغابات جوعًا
ولحمُ الضّأن يُرمى للكلاب
وعبدٌ قد ينام على حريرٍ
وذو الأنساب مَفارشُه التّرابُ