جيش العدوّ في معبر رفح يستعرض عضلاته على "قلب العروبة النّابض" كما سمعتُ صغيرا زمن الإذاعات المدمغِجة، إذاعات "يا جماهير أمّتنا العربيّة الصّامدة".. " يا جماهير الأرض المحتلّة" !
هو في معبر رفح البرّيّ ينتزع علم فلسطين ويرفع رايته الزّرقاء اللّعينة. وليْتَه يواصل مهمّته ويزيل علم شريكته في اتّفاقيّة "كامب ديفيد المخزية ج م ع (إن لم يكن بينهما اتّفاق حول الاجتياح). فما الحاجة إلى هذا المعبر المصريّ ؟ يُغلقه جيش العدوّ أو جيش الأخ؟ ثمّ إنّ أغلاقه من طرف العدوّ لَأقلّ وطأة على نفوس أهلنا في غزّة وعلى نفوسنا.
أيّها الصّهاينة الأنجاس، جيش مصرنا "العظيم" , ولو وصلتم القاهرة ، سيمارس "ضبط النّفس"، فهو يَعربيٌّ صميم لا يخون معاهداته لأنّه تربّى على قيَم العرب ومبادئهم حتّى أضحى أوفي من الكلْب ! لقد قرأ ضبّاطُه بمختلف صفوفهم بمحبّة نادرة عبارة المسيح عليه السّلام: " من صفعك على خدّك الأيمن فأدرْ له خدّك الأيسر" !
أيّها الأنجاس، يشير بعض سكّان مصر على حدود رفح إلى تدفّق الأنترنيت بسرعة وقوّة منذ وصولكم المعبر. وفي ذلك شكل من أشكال الضّيافة والكرم الحاتميّ الموروث... لابدّ لكم من أنترنيت لاتّصال والتّواصل وتزجية الوقت ونقل صور وفيديوهات استئسادكم على المدنيّين الفلسطينيّين العزّل أطفالا ونساء وعجَزة…
وأمام كلّ هذا لا أعتقد إلّا أنّكم ستجدون في أنفسكم جبالا من خجل تعودون معها إلى دياركم وتكفّون عن استعراضكم وتدّخرون جهدكم لمصارعة غزّة ومجاهديها، أو تركنون إلى اتّفاقيّة مذلّة مع حماس التي طلّقت التّنازلات المخيّبة لآمال شعبها الذي ظلّ يدفع أقسى الضّرائب في ظلّ غياب القوانين والمعاهدات الدّوليّة الصّامتة على توحّشكم غير المشهود في التّاريخ والجغرافيا !
رحم الله نزار قباني صاحب:
ما هذه مصر فإنّ مصر تهوّدت
فصَلاتها عِبريّةٌ وإمامُها كذّابُ