ما حاول الكيان الصّهيونيّ اللّعين المثقل بهزائم معركة "طوفان الأقصى" الفارقة على الميدان وفي مستوى الإعلام الموجّه للرّأي العامّ الدّاخليّ والعالمي (انكشفت الحقائق وأدرك شعب الدّاخل حجم أكاذيب سلطاته المدنيّة والعسكريّة، وانفضّت من حول هذه الدّويلة المارقة دول كثيرة وشعوب عديدة بفعل هول مجازره الموثّقة المرتكبة في حقّ طفل وشيخ وامرأة وأخضر ويابس ...)، ما حاول أن يُسكت به عوائل أسْراه من استعراض حقير للعودة بأربعة منهم من مخيّم النّصيرات وسط قطاع غزّة لا يعدو أن يكون سوى قطعة ثلج صغيرة يضعها ناتنياهو الذّاهب بدويلته إلى حتفها على جبينه المشتعل حرارة بفعل حمّى الطّوفان المقدّس وما تبعه من معارك دفع فيها كمّا ونوعا جحافل من جيشه الجبان حتّى أصبح يستجدي عن طريق وسائل التّواصل الاجتماعيّ متطوّعين من جميع أصقاع العالم للالتحاق بمؤسّسته العسكريّة بغية مواصلة حربه الخاسرة في غزّة الطّالعة من تحت الرّماد ماردًا لم يخطر على بال أحد.
هؤلاء الأربعة المستعادون ليسوا إلّا رقما ضئيلا من مجموع أسراه العامّ، ثمّ متى استعادهم؟ بعد شهور مديدة ! وكيف استعادهم؟ باستعداد أسابيع، وبمئات الأفراد من نخبة عسكره، وجهاز مخابراته الدّاخليّ، ووحدة خاصّة من شرطته، وبخليّة أمريكيّة من أعلى طراز (أمريكا العارية وإن تغطّت ) ... وبخسارة أسرى آخرين قُتلوا خلال مواجهة رجال المقاومة، فضلا عن نُفوق بعض الضّبّاط القادمين للتّحرير…
أبو عبيدة أو "الملثّم" كما نطقت بذلك جميع لغات العالم عقّب على الحدث بصدقه المعتاد فلم يُكذّب ولم يكذب كما كانت تفعل دول عربيّة تتهاوى عواصمُها ومدنُها في سويعات أمام هذا العدوّ ثمّ يخرج وزراء إعلامها لتبشير قطعان شعوبها وعشّاق "قادتها" من شعوب أخرى بالنّصر المبين ! لقد اعترف هادئا بـ" انتصار ناتنياهو المظفّر" هذا، لكنّه أشار إلى حقيقةِ ما خسره المهاجمون من بعض أفرادهم وبعض محتجَزيهم متوعّدا بما لم يسبق أن توعّد به ("العين بالعين والسّنّ بالسّنّ والبادئ أظلم"): " كلّ محاولة إنقاذ أسير تُسفر عن استشهاد مدنيّين ستقابلها عمليّة إعدام الأسير بالصّوت والصّورة" !
يُذكر أنّ عمليّة السّبت، التي تَطاوَس بها رئيس الوزراء الـ"المزنوء" كما تقول اللّهجة المصريّة أمام شعبه اللّقيط، وبشّر بها قبل يوم أو يوميْن وزيرُ خارجيّة أمريكا اللّعينة بقوله الصَّلِف المغالط الوقح : " إنّ من حقّ "الإسرائيليّين" قتلَ المدنيّين مادامت حماس تتّخذهم دروعا بشريّة"، قد أدّت إلى مجزرة لمدنيّين فلسطينيّين بالمئات، نعم بالمئات !!!
أيّها العُربان المنبطحون مستخدمو عبارة " الإمبرياليّة" استخداما كاذبا عقودا من زمانكم وزماننا، إصبعي في عيونكم، إن اضطُرّت المقاومة ذات يوم إلى تصفية الأسرى الذين أكرمتهم على نهج رسولنا المعلّم (أُطرِدت ليلَ السّبت صُحفيّةٌ إسرائيليّةٌ من تلفزتها لمجرّد تعليقها على إحدى الأسيرات المحرّرات بالقول : " ووجهُها أكثر نعومة وامتلاء من وجهي" ) مقابل الحفاظ على شعبها الأعزل وخرجتم علينا باسطواناتكم المشروخة المتّصلة بـ "حقوق الإنسان" التي ترونها بعيونكم وقلوبكم اللّيّنة ليونةَ أدباركم متى تعلّقت بأسيادكم الصّهاينة في الخارج وبحمَلة فكركم في الدّاخل، وتنظرون إليها بمَخارجكم - أجلّ اللّه قرّاء النّصّ- كلّما اتّصلت بالمقاومة وشعبها الحاضن هناك أو بالمختلفين مع أيديولوجيّتكم حيثما كنتم في هذا العالم المسمّى عربيّا.