في غزوة الأحزاب أو الخندق وصلت أنباء إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم تقول إنّ يهود بني قريْضة قد خانوا العهد وإنّهم سينضمّون إلى الأحزاب وهو ما سيصنع كمّاشة حول المسلمين.
أرسل عليه الصّلاة والسّلام السّعْديْن سعدًا بن معاذ وسعدًا بن عبادة إلى بني قريضة يستطلعان الأمرَ. ذهب الموفَدان إلى حصون بني قُريضةَ وطلبا مقابلة قادتهم فرفضوا وأغلقوا الباب دونهما بل صبّوا جامَ شتيمتهم على النّبيّ وعلى المسلمين.
انفعل سعد بن عبادة وراح يسبّهم بشناعة فأمسك مرافقُه رضي الله عنهما بيده يُهدّئه ويُسكته قائلا: "يا سعد، الذي بيننا وبينهم أكبرُ من السّباب".
دارت القرونُ دورتَها فأضحى سبابُ الصّهاينة في السّرّ (بعض الأنظمة العربيّة الإسلاميّة دفعت بالمجاهرين إلى المعتقلات) أقصى ما يواجِه به أشدُّنا إيمانا بالقضيّة أعداءَ الأمّة إذا استثنينا المقاومةَ الإسلاميّة وشعبَها اللّذيْن فهِما عبارة سعدٍ بن مُعاذ حقّ الفهم فراحَا بقلوب عامرة وضمائر حيّة وشَجاعة نادرة وتطبيقٍ صارم لتعاليم الكتاب والسّنّة يواجهان الأعداء بما أعدّوا "من قوّة ومن رباط الخيل"…