فعَل "الشّاحوط" ما عجز عنه البيادة

في تونس: شْلاكة، في مصر وليبيا: شِبشب، في المغرب: صندالة، في سوريا ولبنان: شْحاطة، في الأردن: حفّاية، في عُمان والإمارات: زنّوبة، في قطر والسّعودية: نْعال، في الجزائر: شنڨالة، في موريتانيا: نْعالا، في اليمن: حَذّاية، في السّودان: اسفنجة، في فلسطين: شاحوط.

إنّه الحذاء المفتوح من جوانب عِدّة.

ليس هذا درسا منّي، لا في الفولكلور ولا في التّراث الشّعبيّ، ولا في المعجميّة المحلّيّة الخاصّة ببعض الدّول العربيّة، وإنّما هي فكرةٌ أَلْهَمتْنيها صورةٌ لمقاوم قسّاميّ يرتدي بنطالا قصيرا و"شاحوطا" وهو يأسِر بعضَ جنود النّخبة الصّهيونيّة الذين أوقِعوا في كمينٍ جدّ نوعيّ عصرَ السّبت الموافق للخامس والعشرين من ماي الجاري أو بعضَ من هرعوا من زملائهم النّخبويّين لإنقاذهم قبل أن يطلع علينا الملثّم الذي أصبح يوقف ارتقابُه ساعات المعمورة في كلمة سريعة مصحوبة بلقطة واحدة ويتكتّم عن عددهم لأسباب مختلفة أقلّها الإمعان في نزع ثقة الصّهاينة من قياداتهم السّياسيّة والعسكريّة وتصريحاتها الكاذبة وأرقامها الزّائفة المضلِّلة منذ مطلع الحرب…

لقد رأينا من قبلُ مقاومين بلا رُتب ولا أزياء حربيّة (تركوها للجيوش العربيّة النّظاميّة التي أسهمت في استنبات الورم الصّهيونيّ بفزعها وخوفها وحسابات قادتها السّياسيّين البائعة المشترية) يُثخنون عسكريّين إسرائيليّين ذوي رُتب عالية ومتوسّطة، وهم حفاة يسترون أبدانهم الطّاهرة بملابس رياضيّة بالية يخجل بعضنا من الخروج بها من البيت إلى الشّارع، برشقات سديدة أوشكت أن تأتيَ على ما يملكه الكيان البغيض من دبّابات على رأسها "الميركافا" التي كثيرا ما اعتبروها سيّدة دبّابات العالم. (بالمناسبة من أبسط الآثار السّلبيّة لهذه المعركة الاستثنائيّة افتضاحُ هشاشة السّلاح الإسرائيليّ المنتَج محلّيّا والمُعدّ للبيع في الأسواق العالميّة، وهو ما سيخلق للصّهاينة نكسة اقتصاديّة تنضاف إلى النّكسات السّياسيّة والاجتماعيّة والحربيّة الملوَّنة ! )

يا أيّها الذين جبُنوا سبعين عاما ساسةً وجيوشا إزاء دُويلة من ورق كان يكفيها كبريتُ سيجاركم الكوبيّ وغلايينكم الفارهة لتحترق في دقائق، أمَا سمعتم المتنبّيَ يقول؟:

قومٌ إذا مسّت النّعال وجوهَهم
شَكَتِ النّعالُ بأيّ ذنبٍ تُصفَعُ

للّه درّكم أهلَ غزّةَ و مجاهديها تمسحون ببطولاتكم المشهورة هذه الشّهور الأخيرة عارنا وخذلانَنا.

سلِمت الأيادي والقلوب و"الشّواحيط" (أوشكت أن أستعمل العبارة التّونسيّة لكنّني عدلت لما فيها من دلالة سلبيّة إذ يُنعتُ بها الحُقراء).


*البيادة: في المعاجم، هو نوع من الأحذية يستخدمه الجنود الرّجّالة في الجيش، ويمتاز هذا الحذاء بمتانته وقوّته.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
ماهر قاصة
27/05/2024 12:12
لأول مرة تستعمل كلمة "شلاكة" في سياق تثمين لا تحقير لمن يرتدي هذا الصنف من الأحذية. لكن "الحفرة" تمس الكيان الصهيوني وجنوده ويتنزل بيت شعر المتنبي في مكانه tombre à pic. كل الدعم والمساندة للمقاومة الباسلة في غزة و لأهالينا الصامدين أمام حرب الإبادة والتهجير والتدمير