يوميّات مدنيّة لقوّات عسكريّة

الجيش المصريّ الذي أحكم قبضته الأخطبوطيّة على موارد الاقتصاد في البلاد لصالح كبار ضبّاطه الذين لم ينازلوا يوما قطّا في معارك الشّرف وغير الشّرف جيشٌ مخصيّ تصلنا حوله مشاهد فاضحة، فهو مشغول عن حدوده وانتهاكات أرضه ومعابره وجنوده القتلى بالغرق في البيع والشّراء والاستثراء على حساب شعب "غلبان" وفير العديد يعيش تحت سقف الفقر، فقد اتّخذ حتّى تربية الماشية نشاطا ربحيّا يضع شرف المؤسّسة العسكريّة في الوحل.

ما أشدّ سخافة صورة المجنَّد المسكين يحمل زيّه العسكريّ ويشقّ طريقه في قلب واحدة من المدن راكبا حمارا يعود على ظهرة بحزمة من حشيش أنفق في جمعها جزءا من وقت خدمته العسكريّة المسلّحة !!!

وأنا أتملّى المشهد قفزت إلى ذهني تلك القصيدة الشّعبيّة الجنوبيّة التّونسيّة الهازلة الهازئة:

زيْ تحلبْ بڨْرات الوالي، زيْ ترقدْ مِتّكّي
زيْ تاكلْ بشكوت الزّبدة ، زيْ تِمشي لِسْفاڨسْ
زيْ تسرحْ ببْغلْ أخوالكْ ، زيْ تاكِلْ زُمّيطة
زيْ تنسى ما تڨولشْ لأمّكْ ، زيْ تْشكّبْ باللَّصْ
زيْ تَملا من ماء سُمران، زيْ تْملّخْ بلْغتْها
زيْ تَملا برْويطة بَغْلي ، زيْ تِحلمْ بالغالي

جيش "قلب الأمّة النّابض" كما قال المدّاحون يضرب مع التّاريخ الموعد تلو الموعد في الانحراف عمّا صوّره الكاذبون، وعمّا تنتظره منه الأمّة المغتصبة.

فبعد مقتل أحد أفراده في معبر رفح منذ يومين لازم بعض قادته الصّمت، وتكلّم بعضه الثّاني يطلب ديَة مسلّمة إلى جيشه المغوار، ونطق بعضهم الثّالث ليبرًئ الكيان الصّهيونيّ من دم المسكين، ليقابلهم العدوّ الصّديق بإطلاق سراح صور قديمة مُذلّة تعود إلى حربيْ 67 و73 اللّتيْن صُوّرتا حربيْن ما جاد الزّمان بمثلهما في التّنكيل بإسرائيل،


…

كما واجههم بتهديد جيش الحشيش (بمعاني الحشيش المختلفة) بعواقب المساس بكلب (حيوان) صهيونيّ برتبة ملازم يُرابط هذه الأيّامَ في معبرِ رفح البرّيّ المغلَق شريانِ الحياة الوحيد لأهل غزّة البطلة الأبيّة المرابطة !

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات