مركز التّعذيب في سيدي تيمان : يا لَلبشاعة والوضاعة والصّفاقة والنّذالة !

مشاهد مروّعة يحترق لها القلب ويندى لها الجبين وتهتزّ لها مشاعر من لا مشاعر له: عشرات من الرّهائن الفلسطينيّين قُتلوا، والآلاف، سواء من أُخذوا إلى معتقلات العدوّ قبل السّابع من أكتوبر أو بعده، يقعون تحت التّعذيب الوحشيّ اليوميّ الذي يمارس من خلاله عسكر بني صهيون ساديّتَه العجيبة واتّساخَ عمقه وعمق قادته السّياسيّين …

شهرٌ واحد فقط من الاختطاف جعل من بعض الفلسطينيّين شخوصا آخرين أو أشباحا يُعرَفون بالكادِ، وحوّلهم إلى هياكل عظميّة بعد أن كانوا بموفور الصّحّة العافية والأناقة والجمال ! فضلا عن عودة بعضهم محمّلا بمشاكل نفسيّة حادّة واضطرابات صعبة بسبب شدّة التعذيب والاعتداء والتّنكيل…

ورد في شهادة للمحامي الوحيد الذي استطاع زيارة مركز التّعذيب في سيدي تيمان ما يكشف قذارة كيان يستحقّ الفناء (لا مكان له في عالم البشر) : "ستّةُ أسرى تعرّضوا لاعتداءات جنسيّة من الجنود الإسرائيليين بشكل مباشر أمام أعين زملائهم المختَطَفين" !

يا لَلبشاعة والوضاعة والصّفاقة والنّذالة !

أنقول إزاء ما رأينا وقرأنا وسمعنا: "العينُ بالعين والسّنُّ بالسّنّ والبادئُ أظلمُ" ؟ وإذا قلناها، هل ستجد صدًى عند مقاومة غزّاويّة تنهل من مَعين القرآن العذاب الزّلال وطهارة القرآن ورحمة القرآن وإنسانيّة القرآن، ومن سيرة نبيّ كريم أمين رحيم جاء ليتمّم مكارم الأخلاق، نبيٍّ أُثِرت عنه تعاليم تفيض خُلُقا من قبيل: " إيّاكم والمُثلةَ ولو بكلْب" ؟

ما يزال رجال المقاومة العفيفة في غزّة المجاهدة يحضنون أسراهم الصّهاينة فيحفظون شرف نسائهم ورجالهم، ويُقاسمونهم زهيد طعامهم، ويداوون مرضاهم بما توفّر من دواء شحيح، ويمتثلون في معاملتهم لهم بما جاء به الإسلام الحنيف من الدّقائق والرّقائق في هذا الباب رغم ما يبلغهم من ضراوة التّنكيل بأبناء شعبهم المأسورين في سجون الاحتلال القذِر. طبعا لا غيابا لإحساس بهم وبظروف إقامتهم في هذه البُؤَر التي لا يراها أدعياء حقوق الإنسان في عالم النّفاق الذي نعيش، ولكنْ لأنّ "كلّ إناء بما فيه يرشح". فمَن تربّى على القذارة والدّناءة والوضاعة والخساسة كبُر عليها.. ومَن أُلقِم ثديَ الطّهارة والنّظافة والعفّة وخشية الله في السّرّ والعلَن كان له ما أُلقِم ذُخرا في كلّ سلوك ولو مع أشدّ أعدائه وخصومه.

أعتقد أنّ "إسرائيل" تُمعن في تعرية عورتها، وفي رفع الغطاء عن أكوام قذارتها التي أزكمت روائحُها أنوفَ سكّان الكرة الأرضيّة الذين غولطوا سبعة عقود هي عمر هذا الكيان اللّقيط النّابت مع البقْل.

أَمعِنوا أبناء... (اسألوا مظفّر النّوّاب عن العبارة المستعاض عنها بالنّقاط المتتالية)، في ممارسة عُقدكم فإنّ "غدًا لِناظره قريب".

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات