هم الوسطاء الطفيلون...او مصاصو دماء الفقراء...او مخربو الإقتصاد التونسي...الخ... هم الذين لا ينتجون...ولا يدفعون عادة الضرائب...او معظمها…
نشرت جريدة الشروق أن 90 % من البضاعة المستوردة تصنع نظائر لها في تونس.... ولهذه البضاعة يجب ان توفر العملة الصعبة...متأتية بصفة مباشرة أو غير مباشرة من القروض الخارجية...التي تثقل ميزان الدفوعات مع الخارج وتغرق تونس أكثر فأكثر في المديونية الخارجية....
والحكومة والبنك المركزي هم المسؤولين عن ترشيد التوريد…فهم اللذان يرخصون فيه بمقتضى القوانين ورخص التوريد…ومتابعة الموردين الذين لا يدفعون الضرائب….او يلجؤون لإفساد الديوانة …والذين يتلاعبون في تصدير العملة….
ولكن هناك أيضا القشارة المحليين الذين يتحكمون في أسواق الجملة المختلفة.. ويتسببون في غلاء الأسعار بواسطة الاحتكار…والتفاهم فيما بينهم عليها…ومعظمهم ينتمي للاقتصاد الموازي…
تونس يا أكارم…يتحكم في اقتصادها أساسا القشارة..وهم من مختلف الأنواع…والاختصاصات…ومجالات التدخل…حتى في التهريب…
هم المشرفون على الاقتصاد الموازي…والمنظمين له والمحتكرين له…
هم يتحكمون في في أسواق الجملة…والتوريد والتصدير…وفي التجارة…
والنصابة الفقراء الذين يشتغلون على عائلاتهم…ويوجدون في أسفل سلم الترويج لهذا الاقتصاد الموازي…ولا يجنون سوى الفتات… يتحملون وحدهم وزر القمع والاضطهاد والأحكام وحجز سلعهم…بتعلة محاربة الإقتصاد الموازي ومحاربة الانتصاب الفوضوي…
القشارة لا يدفعون الضرائب… او القليل منه…مقارنة مع رقم معاملاتهم الحقيقي… ويرشون جهاز الدولة…والأحزاب المتنفذة في السلطة وحملاتهم الإنتخابية…لذا فهم في مأمن….وهم متنفذين في جميع السلط….
القشارة لا يتعاملون عادة بالصكوك أو البطاقات البنكية…وإنما بالحب…. القشارة يدمرون كل يوم اكثر فأكثر الاقتصاد والمنتوج الوطني…بتوريدهم العشوائي…ويجوعون العائلات الشعبية أكثر فأكثر لارتفاع الأسعار المطرد والمتواصل…بسبب احتكارهم للأسواق…
القشارة لهم مسؤولية كبيرة في تفشي الفساد في مختلف القطاعات والمجالات بعد الثورة… القشارة يا أكارم…متنفذون في جميع السلط والأحزاب الحاكمة…ومنهم نواب ووزراء…الخ….فحتى منظمة الأعراف التي تضم منتجين صناعيين سئمت منهم…ومن نفوذهم…وأصبحت تتحدث وكأنها معارضة…
القشارة حمتهم حكومات ما بعد الثورة …التي لم تثقل سوى كاهل الأجراء والمهن الحرة والصناعيين والمنتجين والفلاحين…
وتغاضىت عن تقنين الإقتصاد الموازي وتنظيمه…وإدخاله في الدورة الاقتصادية التي تسهر عليها الدولة…والحال انه يمثل أكثر من نصف الإقتصاد التونسي…والذي يتحكم فيه…القشارة…
من يتحكم في الإقتصاد…وفي المال…يتحكم في سياسة السلطة الحاكمة…من سلط تنفيذية وحتى أجزاء مهمة وفاعلة من بقية السلط المختلفة…
هم لا يكذبون عندما يقولون أن المال قوام الأعمال…وأضيف مختلف أعمالهم…
لذلك لا يريدون تغيير الأوراق النقدية…واصدار قانون من أين لك هذا…وتنظيم التوريد وأسواق الجملة…وغيرها…الخ…لأنهم سيقطعون الجذع الجالسين عليه…وربما سيخسرون السلطة…بخسارة ما يدفع لهم من مموليهم…القشارة…