قطاع المحاماة...والمستبدين والفاسدين…

Photo

زمن بن علي...ومن قبله...دافع قطاع المحاماة على استقلاليته...حتى يتمكن المحامون من القيام بواجب الدفاع عن المضطهدين وعن حقوق المواطنين المختلفة في وجه الانتهاكات وسلب الحقوق من طرف المتنفذين في أجهزة الدولة...ومن طرف سلطة الاستبداد…

وقد كان هذا الصراع يومي ومتواصل وصعب جدا...وقد تنفس المحامون الذين شاركوا فيه.... الصعداء بالثورة...وهم من مختلف العائلات الفكرية....ولكنهم يؤمنون بحقوق الدفاع...رغم إيمانهم بآراء سياسية تخصهم...بوصفهم مواطنين مثل غيرهم من المواطنين...وهذا من حقهم...ومن ينكره عليهم فهو وبن علي سواسية…

لأن بن علي وأزلامه المتنفذين كانوا يروجون أن المحامين الذين يدافعون عن حقوق دفاع المواطنين المضطهدين أو المنتهكة حقوقهم من طرفهم...."يعملوا في السياسية"...للترويج بأنهم طرف في صراع سياسي.. والحال أنهم يدافعون فقط عن حقوق مواطنين ولا تعنيهم أفكارهم ومواقفهم السياسية مهما كانت...

اليوم....وبعد ثورة حرية وكرامة...وبعد سن دستور ديمقراطي كرس وضمن من بين ما كرسه وضمنه حقوق الدفاع لكل التونسيين حسب المعايير العالمية والحقوقية العصرية...واخرجها من دائرة التجاذبات السياسوية الموروثة عن الاستبداد...دستور كان من نتائج اعتصام القصبة وصراع مرير ضد كل من لا يؤمنون بدولة حقوق الإنسان الديمقراطية...والذين هم من توجهات سياسية مختلفة ولو بدرجات متفاوتة...دستور يعد من بين أرقى الدساتير في العالم...يتآمر عليه اليوم لذلك مختلف المستبدين من توجهات مختلفة.....

اليوم عندما أقرأ لبعض ثوار ما بعد الثورة...وبعض "المنظرين"...وبعض الذين كانوا يعملون عند بن علي او عند أزلامه...وحتى عند بعض الذين يؤمنون باستحقاقات الثورة...وهم من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية...ومن مختلف القطاعات...وليست الأمنية فقط…

عندما أقرأ ترهات تنزل أحيانا إلى مستوى التفاهات…. يسيسون بمقتضاها حقوق الدفاع…كما كان يفعل بن علي وأزلامه ضدنا…اقول أن هؤلاء جميعا يجهلون تاريخ تونس ونضالاتها…أو يتجاهلونه…وهم سواسية فيما يتعلق بحقوق الناس…طالما أنهم يدافعون على نفس الموقف…ولا تغني ولا تسمن من جوع مواقفهم السياسية مهما كانت.. طالما أنهم يساندون الإنتهاكات…ولا يختلفون فيه مع من يدعون الاختلاف معهم…فهم كلهم مشاريع استبداد…

ومن سيتعلل للجواب.. بممارسات غير أخلاقية أو غير مهنية صدرت عن محامين من قطاع المحاماة…وهي موجودة…ومعظم المحامين يتذمرون منها…ويواجهونها أكثر من غيرهم لأنهم يعيشونها يوما…وهم المتضررين منها أولا في عملهم ونبل مهمتهم…أقول له ما تعبش روحك…فللمحامين هيئة وطنية وفروع منتخبين دوريا…ولهم مجلس تأديب… يتوليان القيام بالدفاع عن أخلاقيات المهنة وظوابطها…وهي تجتهد وتعمل بانتظام…يوميا….منذ زمن الاستبداد…

وأضيف له…أحسن لتونس ومستقبل أولادك….كل واحد ينظف قدام باب دارو…يعني في مهنتو…فكل القطاعات ينخرها الفساد…وتعج بالمدافعين عن الاستبداد….مثلك…

ولي منهم لم يشتغل بعد أقول له… باش تعمل رأي موضوعي…برا اطلع على تاريخ بلادك ونضالاتها…قبل ما تتجلطم…يعيش ولدي…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات