ما ناش ماشيين لثورة اجتماعية وديمقراطية…

Photo

والأسباب بسيطة...ومعروفة…

لأن القوى التي تحمل مبادئ الديمقراطية وتدافع عن الحقوق الإجتماعية والإقتصادية ضعيفة وغير منغرسة وسط الجماهير الشعبية...ومشتتة وتتناحر فيما بينها...قبل مواجهة الخصوم... وهي عبارة عن نخب سياسية وظواهر إعلامية... وكل الانتخابات السابقة أثبتته...فهي من الفواصل..والفواضل …

وإن حصلت انتفاضة...وهذا غير مستبعد لتفاقم تأزم الوضع الإجتماعي والإقتصادي والاحتقان....فإن الوضع السياسي الحالي، بتشكيلاته السياسية الموجودة، وبعزوف الجماهير العريضة عن كل الطبقة السياسية بحكامها ومعارضيها ووضعها لها في نفس الخندق....فلن ينتفع منها سوى الشعبويون أصحاب الخطاب الدمغجي الذين يحنون لإرجاع الاستبداد ونسف المكاسب الديمقراطية...بدعوى الوطنية وإرجاع الأمن والأمان وهيبة الدولة ووضع حد للفوضى...والذين سيكذبون على الجماهير بدعوى قدرتهم على تحقيق مطالبهم الاجتماعية والإقتصادية...والحال ان هؤلاء ليسو سوى ماريونات يتخفى ورائها من يدعموهم للحفاظ عن مصالحهم…

السياسة ميزان قوة...يا أكارم...ولا شعارات…

هؤلاء ستدعمهم كل الماكينات التي تريد المحافظة على ديموماتها...ولا تعنيها الحرية والحقوق الديمقراطية المكتسبة...بل هي تناهضها وتعاديها لأن من يدافعون عنها يفضحوها ويطالبون صباحا مساء ويوم الأحد بإحالتهم على العدالة...ومصادرة منتوج فسادهم.... ستدعمهم ماكينات الفساد والاقتصاد الموازي التي تريد المحافظة على الوضع الحالي... وستدعمهم ماكينات الأحزاب اليمينية المرتبطة بالمال الفاسد والمشهورة بالسياحة الحزبية…

وستدعمهم ماكينات جزء مهم من الأئمة التي خدمت بن علي ثم أصبحت تدافع عن الواقف من الحكام مهما تغير بدعوى واجب الانصياع لأولي الأمر... وسيدعمهم حتى جزء مهم من قيادات جمعيات كرة القدم غير البعيدة عن الفساد...التي ستوظف جزء مهم من جماهيرها لها....كما رأيناه في الإنتخابات السابقة...إلخ. ..

وقد تنفذت هذه الماكينات بجهاز الدولة...والطبقة السياسية الحاكمة...والمجتمع أكثر....منذ الثورة…

وما سمعنا به في الأيام الأخيرة من محاولة القيام بحملة لسترات حمراء فاسدة..هي في الحقيقة سوداء كسواد لون الفاشية...تمثل إشارة وتنبيه خطير...في كيفية استغلال الاحتقان الإجتماعي المتعاظم...وأخذا للمبادرة من طرف شبكات الفساد...للعمل من أجل الدفع إلى إرساء نظام استبدادي...باستعمال بيادق لا مبادىء لها واشتهرت بالوشاية بالمناضلين زمن بن علي…

فهل نسيتم ما حصل مثلا في مصر أخيرا؟...يا أذكياء الشعارتية الثورجية... والأمثلة التي حصلت قبل ذلك في تاريخ البشرية في مختلف القارات...لا تحصى ولا تعد...وأنتم تعرفون...ولكنكم تتجاهلون....

يا أكارم....يا من تنظرون لثورة…

من انتم؟ وكم لكم من فريق(بالمنطق العسكري)؟ لتقومون بثورة....وخصوصا وهذا الأهم...لفرض إرادتكم ومواقفكم وبرامجكم فيها ...وأنتم الذين يعلم قبل غيره ان الحبر الأعظم المقصود كان ولا يزال غير قادر على كسب أية معركة ميدانية...مثل الحروب والثورات...منذ قرون...بعد أن وضع في مربع صغير من الجغرافيا...مثلما أنتم عليه الآن في الجغرافيا السياسية الشعبية…

فحتى تعاليم سلطته المعنوية التي فرضها طيلة قرون بالحروب تتأكل بانتظام بفعل فرض الحقوق والمساواة بين الخلق...منذ عقود.... وحتى التحول إلى أحبار...وأنتم تتصرفون مثلهم...غير ممكن لكم.... لأن مثل تلك الدعوات يلزمها قرون ليقتنع بها الناس...وهذا إن حصل.... ولكنه غير ممكن لكم لأن هناك من سبقكم واحتل المكان…

يا أكارم…


• هل نسيتم أن لتونس اليوم مكتسبات ديمقراطية؟

• هل نسيتم اننا لم نكن نحلم يوم 16 ديسمبر 2010 انها ستتحقق في الأجل القريب؟

• هل نسيتم أننا ناضلنا وضحينا من أجلها طيلة عقود؟

• هل نسيتم ان هذه المكتسبات مهددة يوميا من طرف من هب ودب من المستبدين والفاسدين...والحمقى كذلك؟

• هل نسيتم أنه في ثقافتنا ومواقفنا اليسارية... يجب العمل الدؤوب يوميا للمحافظة على المكاسب...والنضال من أجل المراكمة عليها؟

• هل نسيتم كل ذلك؟ فاعمتكم الثورجية؟

• ولعجزكم على المراكمة انغلقتم على الانعزالية وما يتبعها من تصفوية ونقاوة انتهازية... وهربتم إلى الأمام؟

يا أكارم....أنتم الذين قرأتم الكثير من الكتب…

أنتم لا تجهلون أن نجاح الثورة كما نراه ونراها...لا تحصل إلا بعد البناء مع الجماهير...ووسط الجماهير...وليس قبل ذلك... ولن تحصل أبدا باجتماعكم فيما بينكم في الغرف المغلقة... لأن الثورة ميزان قوى ميداني لا غير...فكل الثورات الشعبية في تاريخ البشرية كانت كذلك...وليست اضغاث أحلام…

والأنكى أنكم جربتموها منذ 2011 وفشلتم...وعوض تقديم نقدكم الذاتي للشعب والاعتذار منه عن فشلكم في الوعود التي قدمتموها له... تواصلون في احتقاره بالدمغجة عليه ....

فماذا انتم تفعلون؟ ولمن تنظرون بدون وعي بدروس التاريخ....والقريب منه تحت أنظارنا ؟

في تجربتي الحياتية قرأت وواكبت تجارب لشعوب مختلفة...وأعتقد أنه هناك حكمة وعبرة مشهورة قالها حكيم من التاريخ تنطبق في أيامنا هذه...خطط ونظم ثورة مع الجماهير وفي صلبها (ولم يطرح شعار الثورة ولم ينبس حتى بالعبارة قبل حدوثها...بل قال فقط كل السلطة للجماهير المنظمة... بعد أن تيقن أنها تطالب بها وأنها حددت مطالبها....وليس قبل ذلك إطلاقا)....

هذه الحكمة حكمتين....

وهي أن اليسراوية (او الثورجية المعاصرة) حليف موضوعي للخصوم الطبقيين... هذا علاوة على أنها مرض صبياني…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات