أيام قليلة وستنسون الطوفان الذي حصل في بنزرت...وما تسبب فيه من مخاطر وخسائر للمواطنين ...وانقطاع للتيار الكهربائي...وتراكم الاوحال والفضلات ...والحيوانات الجيفة...والاكتظاظ في القنطرة ذهابا وايابا من بنزرت الى جرزونة ...وتداعي البنية التحتية والطرقات والمدينة العتيقة...وانخرامها بفعل الطبيعة وخصوصا لا مسؤولية المسؤولين العابثين...وتلوث البحر والبحيرة والميناء القديم...وتلوث البيئة بفعل بعض الوحدات الصناعية التي لا تحترم القانون المتعلق بحماية البيئة والمحيط وعدم قدرة او تعمد سهو الوكالة الوطنية المكلفة بذلك القيام بما يجبرها عليه القانون....الخ…
وفي هذه الأيام ستسمعون الكثير من التفاعل الإيجابي الكلامي الدمغجي مع بنزرت وأهاليها..واستنكارات كثيرة مما آلت إليه الاوضاع...حتى من المتسببين فيها... وزيارات فجئية وغير فجئية ....وربما حتى مجالس وزارية مضيقة وغيرها…
وبعدئذ....ستبقى دار لقمان على حالها...وربما يكون الأمر اتعس في المرة المقبلة...مع المصيبة المقبلة لا محالة... تلك هي حال بنزرت منذ عقود...التي بقيت مهمشة من طرف السلطة المركزية...لأسباب تاريخية وسياسية مختلفة…
عندما نقول أن بنزرت...لا فقط كمدينة...وإنما كولاية مهمشة....يسخر منا الكثير... يسخرون لعدم معرفتهم بها....لأنهم لا يعرفون منها سوى الطرق الساحلية والشواطئ الطبيعية الخلابة وبعض النزل اين يقضون عطلهم... ولا يعرفون داخلها الحقيقي....كالسياح الغربيين الذين لا يعرفون من تونس سوى شواطئها الجميلة ونزلها …
أيام قليلة وستنسون كل ذلك...وتلتفتون الى مشاغلكم...ومصائبكم... في انتظار الفيضان المقبل...والمصائب التي سيتسبب فيها....
اما من هم مسؤولون بدرجة أولى عن كل ذلك…فهم بارعون فقط في لفت انظاركم إلى مسائل أخرى…اما أنهم يفتعلوها…او يضخموها…. تلك هي سياسة الحكومات المتعاقبة منذ الثورة…التي فقد الشعب الأمل في صلاحها…وعبر عن موقفه منها في الانتخابات الأخيرة…
فلا تغتروا بخطبهم…لأن السياسة بنتائجها كما قال السبسي… ونتائجهم اهالي بنزرت تعودوا عليها…منذ عقود..