بل هرب رأسه (أو هُرّب ولا نعرف الحقيقة لليوم)...ووقع القبض من دائرته القريبة على البعض من أعوانه لمحاكمتهم...للقول أو للمغالطة بأن النظام سقط…
ولكن النظام بقي... برئاسة فؤاد المبزع ومحمد الغنوشي الذي عُوض بالسبسي الذي قال انه يحكم وحده...وحكم وحده آنذاك…
ثم تدوالت على النظام حركة النهضة بقيادة من تحالفت معهم...فعملت من أجل الحلول محل بن علي لا غير...وممارسة السلطة وقيادة النظام وإدارته العميقة...بقوانينه وممارساته الاستبدادية والفاسدة...وذلك طيلة ثلاثة سنوات…
ولكن الجزء الاستئصالي من هذا النظام واجهها من الداخل...في حين واجهتها من الخارج مختلف القوى الديمقراطية والتقدمية والمجتمع المدني بسبب سياستها المعادية لاستحقاقات الثورة... ففشلت محاولتها الانفراد بالسلطة عوضا عن بن علي وأزلامه…
وفي سنة 2014 تحالف الطرفان اللذان مارسا السلطة كما مارسها بن علي (النهضة والنداء)...وهما يحكمان معا الي اليوم....
ولكن انفضت عنهما جل الأطراف التي تحالفا معها....الأطراف التي تحالفت مع النهضة سنة 2012، والأطراف التي استقطبها نداء النهضة منذ 2014.... أما الثورة....واستحقاقاتها من أجل إرساء نظام ديمقراطي اجتماعي...كما ضمن منطلقاته وقواعده الدستور…
فهي.... منذ الثورة....في الشوارع....وفي المناطق الداخلية المحرومة...ولا تزال…
وكذلك هي في المجتمع المدني...وجزء من النخب...وبعض الإعلام...ولدى الأطراف السياسية التي عارضت بن علي ثم محمد الغنوشي ثم السبسي ثم النهضة ثم نداء النهضة…
ولكنهم الي اليوم… بقوا عاجزين على تغيير منظومة بن علي التي يتداول على قيادتها…منذ الثورة….أزلام بن علي وقيادات حركة النهضة…. لقد بقوا عاجزين على تغييرها فعليا وعمليا…. إلى منظومة ديمقراطية نظيفة وذات بعد اجتماعي….رغم مكسب الدستور…. لأنهم اهملوا شيئ أساسي: الفوز بالسلطة السياسية….
فإلى متى؟