الحقوقيون...والسياسيون..

Photo

وداعا نورة البرصالي : ديمقراطية وحقوقية مناضلة طيلة حياتها...ممن سيذكرهن تاريخ بلادنا..

الحقوقيون في تاريخ تونس الاستبداد وبعده وفي المستقبل...كانوا وسيكونون عماد النضال ضده...من أجل فرض احترام حقوق الإنسان والحريات في بلادنا…

هم من مشارب فكرية وسياسية مختلفة...يختلفون كمواطنين في الآراء السياسية...ولكنهم متفقون على الدفاع عن حقوق الإنسان في عالميتها وشموليتها... متطوعون للتشهير بالانتهاكات ونشر ثقافة حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية المعاصرة....

هم يعدون بالآلاف من المناضلين ويتوزعون على كل مناطق البلاد...في جمعيات مختلفة ومتنوعة الآن...هي من مكاسب الثورة…

الحقوقيون في تونس أسسوا أول رابطة لحقوق الإنسان في إفريقيا والبلدان العربية....

الحقوقيون في تونس (على خلاف ما هو الحال مثلا في المشرق العربي لحد اليوم)…نشروا ثقافة حقوق الإنسان واستحقات احترامها… في المجتمع ومن ضمنه الأحزاب المعارضة لنظام الاستبداد…التي تحمل ايديولوجيات يتجاهلها….في إطار علاقة وحدة ضد الاستبداد وصراع من أجل تبنيها كاملة…حتى أن برامج الأحزاب المعارضة قبل الثورة أصبحت لا تختلف جوهريا عن مطالب المنظمات الحقوقية في المجالين المدني والسياسي….(راجعوها…)

الحقوقيون بعد الثورة….في اغلبيتهم العريضة….لم تستهويهم السلطة…بل واصلوا نضالهم الحقوقي من أجل الدفع لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي تحترم فيها كل الحقوق بمفهومها العالمي والشمولي…لكل المواطنين…مهما كانت مشاربهم…

وقد كانوا في الصف الأول ضد استغلال الحرية لمحاولات الرجوع بتونس للعصور القروسطية…بتطبيق الشريعة او "التكامل"…إلخ من الخرافات في عصرنا التي تنتهك حقوق الإنسان…..

الحقوقيون في تونس…مع الأسف الشديد…لم يلقوا في ذلك الدعم الدائم والمساندة الصريحة…عندما احتاجوها…من الأحزاب الديمقراطية…التي سقطت أحيانا في حسابات سياسوية ذات خلفية انتخابية مصلحية…يتضح دائما أنها خاطئة لأنها مبنية على الموروث الرجعي ولعدم التصاقها بالواقع….

وان صححت تلك الأحزاب الموقف…فدائما بعد فوات الأوان (مثلا تجريم استهلاك الزطلة…وتجريم التوجهات الجنسية الطبيعية…والمساواة في الإرث…إلخ…وحاليا الوقوف موقف المتفرج الانتهازي أمام الهجمة القذرة على الحقوقيين من طرف أفواه قاذورات مصطبغة بالاستبداد… لأنهم قاموا بواجبهم بالتذكير بضرورة المحاكمة العادلة….في مجتمع ديمقراطي….لكل شخص متهم بجريمة مهما كانت خطورتها ولو كانت إرهابية وشنيعة…إلخ…)

الحقوقيون في تونس…تنتظرهم مشقات كبيرة وكثيرة في المستقبل… فكونوا في عونهم…لتكونوا في عونكم.. ولا تستبلهوهم…فهم يَفهمون…ويُفهمون…

قدرهم….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات