اليسار هو المسؤول…

Photo

نسبة المشاركة في الإنتخابات التشريعية الجزئية بدائرة المانيا )5•|•100...يعني تجييش 5 حافلات انتصر على تجييش 4 حافلات من طرف ماكينتين انتخابيتين )...لها دلالات كثيرة...منها:

أن الإنتخابات الحرة والنزيهة والشفافة...وهي مكسب كبير بعد عقود من الاستبداد وتدليس للانتخابات ...مكسب تاريخي لأنها تكرس السيادة الشعبية...ولكنها أصبحت اليوم لا تستهوي المواطنين فعزفوا عنها بهذا الكم...بعد 7 سنوات من الثورة…

حصل ذلك لعدم ثقتهم في الطبقة السياسية الحاكمة التي لم تعمل من أجل تحقيق أهدافها... بل أصبحت هذه الطبقة السياسية تثير لديهم الاشمئزاز للوصولية والفساد الذي ينخرها....

والأهم…ان المواطنين يعزفون عن المشاركة في الإنتخابات لأنهم لم يجدوا بديلا جديا…قويا جماهيريا…يبعث فيهم الأمل في إمكانية التغيير….لأنه قادر فعليا ان يفوز في الإنتخابات…

ورغم أن هذه هي مهمة اليسار التارخية لأنه يحمل مشروع ديمقراطي واجتماعي بديل عن البرنامج اليميني الليبرالي غير الديمقراطي…لكنه فشل إلى حد الآن في إقناع الناخبين بالالتفاف حوله والتصويت له…والأسباب كثيرة…ومعروفة من الجميع…

ولكن أولي الأمر منا يتجاهلونه بمنطق "معيز ولو طارو"…ويرفضون طرحها على عموم اليساريين المؤمنين بالدولة الديمقراطية الإجتماعية…ومشاركتهم فيها….بدون حسابات صغيرة تؤمن لهم ديمومة مواقعهم….التي لن يستطيعون بها تغيير الواقع…إلى يوم يبعثون…

وإن تواصل هذا الوضع…فالخطر الداهم سيكون أتعس… فتجارب شعوب أخرى تبين أن الفئات المتنفذة الفاسدة التي تتحكم في القرار والمشهد السياسي… ستفتش لها عن بديل آخر تعوض به الطبقة السياسية الفاشلة التي تساندها…لتأمين ديمومة مصالحها…

وسيكون بديلا شعبوبا منقذا لها…يقدمه الإعلام الفاسد الذي تتحكم فيه على أنه منقذا للبلاد من أزمته الاقتصادية والفساد و"التسيب الأمني"…إلخ… وستغدق عليه من مال الفساد ما يمكنه من تصدر المشهد الإعلامي والسياسي البديل…

موضوعيا سيكون اليسار هو المسؤول الأول عن هذا كله….ولا غيره…لأنه فشل إلى حد الآن في فرض نفسه انتخابيا….لتحقيق حقوق ومصالح من يدافع عنهم….في حين نجح اليمين…وفرض نفسه…ولأن السياسة بالنتائج…دائما…

وشتم وسباب اليمين ورموزه…الذي يدافع عن مصالحه ونجح فيه.. من طرف يساريين…بدعوى "النضال" ضده…علاوة على أنه مقرف ديمقراطيا ومن الوسائل الذي تستعملها نظم الاستبداد ضد خصومها….فإنه ليس سوى الشجرة التي تغطي غابة الفشل في مواجهته…

وهو في الحقيقة تضليل للجماهير…للتغطية عن فشلهم…ولا يهم إن كان بقصد أو بدونه… والجماهير تفهم إن كنتم عاجزين او قادرين…

من يعتقد خلاف ذلك رغم فشله المتكرر معها…ويستصغر المواطنين…لعدم استيعابه للمفهوم الحقيقي لمعنى "الطليعة"…. أقول له بدون مجاملات مضرة…أنه هو الابله…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات