ماذا قدمتم لتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية؟

Photo

القوانين الموروثة قبل الدستور رديئة...منافية له...ولا ترقى لقوانين دولة القانون الديمقراطية...ولا تزال سارية المفعول... هذه القوانين وضعت قبل الثورة لتأطير نظام الاستبداد والفساد…

فوضع الدستور محكمة دستورية مستقلة عن بقية السلط... لأقلمتها مع الدستور الجديد...وإلغاء النصوص التي تخرقه...وإلغاء القوانين الجديدة التي تتناقض معه... وكان على الأغلبية الحاكمة ان تبعث هذه المحكمة في ظرف سنة...فلم تفعل...تماطلت وتهاونت الى الآن ..فخرقت هي ايضا الدستور…

وكان على تلك الأغلبية انجاز ثورة تشريعية لتطبيق الدستور الجديد الذي يكرس دولة القانون المدنية والديمقراطية...فلم تفعل...سوى البعض من القوانين التي جزء منها مشكوك في دستوريته...في غياب المحكمة الدستورية المستقلة…

وكان خاصة على المعارضة…وهي تعلم وتفضح يوميا طبيعة اليمين الحاكم ومرجعياته السياسية والأيديولوجية…كان عليها ان تتحمل المسؤولية منذ بداية السنة التشريعية الأولى…وتقدم تصور لمشروع تشريعي جديد متكامل يطبق الدستور في مختلف اوجهه المتعلقة بمختلف الحقوق والحريات والمؤسسات…يتشكل عمليا في برمجة مشاريع قوانين وتقديمها للمجلس وشن المعارك السياسية والإعلامية حولها…ولها من الخبراء في مختلف الاختصاصات ما لليمين وربما أكثر…

كان عليها ان تبين للناخبين انها بديل جدي…وتستحق السلطة التي تمارس بالقوانين والسهر على تنفيذها ولا بالهراء… ولكنها لم تفعل رغم ان لها الإمكانية الدستورية التشريعية لذلك…

ولكن بقيت قياداتها على فطرتها…تردد الشعارات والخطب الرنانة في المجلس وخارجه…والاحتجاجات الرمزية على مدارج المسارح…واليمين يصول ويجول كما يشاء ويشتهي في البلاد وحقوق العباد…وحتى حريتهم…

اليوم ونحن على أبواب انتخابات تشريعية جديدة…مركز السلطة السياسية والتنفيذية في الدستور الجديد…(ولي بش يحكيلي على الرئاسية يمشي يقرأ الدستور….وزيد نقلو انتي مشروع سبسي ومرزوقي آخر ولو اختلف لونك…والبعض وليس انا يستعمل كلمة غير لائقة بكرامة الإنسان…طرطور)…

اليوم ان قلنا لليمين الحاكم في الحملة الانتخابية المقبلة التي انطلقت…وقبلها…انه رفض تطبيق الدستور…واستغل قوانين بن علي التي تنظم الاستبداد والفساد…لصالحه ولقسمة مغانم السلطة المتنوعة… ان قلنا له ذلك…فسيقول من انتم؟ وماذا قدمتم؟

كم من مشروع قانون لتطبيق الدستور قدمتموه انتم للمجلس…والدستور يمنحكم هذا الحق؟ وكم من مشروع قدمناه نحن؟ وسيقارنون في إطار المحاججة…رغم انهم يعلمون ما يفعلون…والكل يعلمه…

ثم سيقولون هل لا يثبت هذا انكم لا تمتلكون مشروع حكم؟ وأنكم معارضة للمعارضة…بالشعارات؟ فماذا سيكون رأى المستمع والمشاهد والقارىء…يا ترى؟ وهم الناخبون.. في رأيكم؟

سيقول الكثير منهم…ايه والله صحيح…هاذم عملو شوية…اما لخرين ما عملو شيء ما يعرفو كان يعارضو…

تنبيه: هاني ما قلتش يحدث في تونس… نحكي على دولة في المريخ…خوفا على بعض النفوس من السقوط في التجلطيم…وقلة الحياء…..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات