بات من الواضح أن المعركة المفتوحة بين سعيّد والمشيشي أدت إلى استقالة الدولة عن واجباتها في إدارة الأزمة الصحية.. وهي تسبب اليوم في ضحايا من المواطنين ذنبهم أن دولتهم غير متحملة لمسؤولياتها.
الحكومة مرتعشة غير قادرة على اتخاذ قرارات مسؤولة هي مكلفة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي بما يفترض تحملها المسؤولية في جبر ضرر الفئات المتضررة.. ورئيس الجمهورية يكتفي بدور المتابع في إدارة الأزمة لا يخرج إلا لتسجيل النقاط ضد الحكومة كمطالبته بالتقليص من ساعات الحظر وقد استجابت الحكومة بطلب منه وكأنها تخلي مسؤوليتها.
أمام الخطورة غير المسبوقة للوضع الصحي خلال الأيام الأخيرة وما تستوجبه من قرارات تشمل المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك إنجاح السنة الدراسية:
لماذا لا يستدعي رئيس الدولة مجلس الأمن القومي كما السنة الفارطة مع حكومة الفخفاخ والحال أن الوضع اليوم أسوء مما كان عليه سابقا؟ هل سيواصل رئيس الدولة استقالته عن دوره تاركا ملف الأزمة كأنه كرة نار للحكومة أمام الشعب ومكتفيا بتسجيل النقاط عليها؟ كيف يمكن إدارة البلد بحكومة ثلث وزاراتها تقريبا تدار بالنيابة؟ ولما لا يتم تفعيل آلية التسخير اليوم للمصحات الخاصة؟ أي حكومة هذه تفتح في هكذا وضع جبهة مع هياكل الصحافة لتزيد في توتير مشهد متأزم بطبعه؟
حتى على المستوى النفسي وضرورة إحساس المواطن بتحمل قيادات الدولة لمسؤولياتها، بأي معنى لا لقاء ثنائي بين رئيسي الجمهورية والحكومة منذ نحو 3 أشهر كاملة؟ بل كيف يمكن إدارة الأزمة بعلاقة باردة أيضا بين وزير الصحة ورئيس الحكومة بعد استبعاد الوزير في التحوير الوزاري الأخير الذي ظل حبرا على الورق؟
هل يعي مسؤولو الدولة حجم مسؤوليتهم عن الوضع الكارثي اليوم؟ وما مستوى الكارثة التي يريدونها ليتحركوا ويتحملوا مسؤوليتهم؟ متى ينتهي العبث والتلاعب بأرواح الناس؟ صدقا مرة أخرى.. لسنا سيئين إلى درجة نترك مصائرنا إلى هؤلاء.. الذين يتلاعبون بنا من أجل حساباتهم لا غير.