قضية القاضي السابق المكي بن عمار تبين مدى قدرة تحويل حالة مرضية نفسية إلى بطولة وهمية باسم مكافحة الفساد، والمؤسف أن تنطلي أطوار هذا المسلسل السخيف على عديد التونسيين، وربما حديث المؤامرات الرائج هذه الأيام قد غذاها.. والقضية تعكس أيضا إحدى علل الصحافة التونسية وهي نقل الأخبار دون تحقق من جديتها والاكتفاء بما تتناول صفحات على مواقع التواصل بحثا عن نسب القراءة بعيدا عن البحث عن الحقيقة.
سردية كاملة عن قاضي بطل مغوار فتح ملف الحرائق في الشمال الغربي والقمح المسرطن فتم عزله وسجنه وتعذيبه بل وهتك عرضه.. والجميع متورط من قضاة مباشرين لملفه إلى إدارة السجون وهياكل القضاء صامتة والمجتمع المدني والهيئات الحقوقية أيضا! يعني قضاة واجهوا الرئيس الأول لمحكمة التعقيب وجها لوجه لكن تخلفوا عن نصرة البطل المغوار؟ هل لشخص كامل الوعي يصدق السردية السخيفة التي تم ترويجها؟
للأسف قاضي سابق يعاني من اضطراب نفسي خطير حسب عدة تقارير طبية منها تقرير من المستشفى العسكري (لست مخولا قانونا وأخلاقا للخوض في تفاصيله).. هو شخص أقرب لعدم إمكانية مؤاخذته جزائيا يقع استغلاله لبطولة وهمية في حسابات مشبوهة.. شيء مقرف ومحزن!
أمام المدى الذي أخذته القضية، كان يجب على الهياكل القضائية التمثيلية كشف الحقيقة بل كان يجب على المجلس الأعلى للقضاء التدخل بنفسه لتوضيح الصورة للرأي العام الذي وقعت مغالطته! في الأثناء، هذه الحالة تبين مخلفات الاستهانة بالاختبار النفسي في مناظرة القضاء وأهمية التحقق من الصحة النفسية للممتحنين قبل قبولهم وتعكر حالتهم!
ببساطة قضية المكي بن عمار هي فخ F8.. الله يشفيه وربي يهدي الي يتاجرو بيه.