العميد بودربالة باع موقف المحاماة للسلطة ليشتري تموقعه السياسي صلبها.. كان شريكا في كل محطات الانقلاب مدافعا على وضع اليد على القضاء وشاهد زور على استباحة حق الدفاع.. واليوم يشارك في مهزلة مقترح قانون العار لافتكاك الانتخابات..
حينما واجهت العميد بعد نهاية عمادته في برنامج إذاعي ببؤس صنيعه لم يجد ردا إلا بأنني تابع لطرف سياسي لم يحدده، هكذا، وقد كان وفيا لكل التبريرات الواهية لتأسيس انحيازه للتسلط.. وهو كان طيلة تاريخه تابعا للسلطة وفي ركابها، وهو إن تبوأ العمادة، وبيني وبينه عدم إسقاط صفة العميد، فهو، وبكل صرامة، كان بئس العميد في مرحلة تاريخية حاسمة من تاريخ البلاد،
لقد فوّت على المحاماة دورها الطلائعي في التصدي للانهيار، فلو لم تكن المحاماة الرسمية زمنه متواطئة كما فعل، لما استباحنا صاحب السلطة كما استباح
وهو ليس لأنه كان عميدا يفلت من سيف المساءلة بصوت المحامين بالذات.. بل على المحامين الأوفياء لرسالة الدفاع أن يكونوا أول من يساءلون من كان عميدهم خاصة وهو يرتع اليوم من موقع رئاسة البرلمان عبثا سيحفظه التاريخ..
العميد بودربالة اسمه محفور اليوم في صدارة قائمة عمداء السلطة كما كان العميد عبد النبي، ولن تذكره أجيال المحامين إلا بصنيعه الذي خان فيه مبادئ المحاماة وقيمها.. يمرّ الأفراد بمن كان عميدا بمن كان جنديا، ولكن المعارك لن تحفظ إلا اسم الأوفياء، وغيرهم، فذاكرة المهنة كفيلة بحفظها في الهامش.. عميدا للمحامين وما أدراك كان، جنديا للسلطان ويا للخزي كان ومازال.