قلة الحياء هو أن تفتتح كاتبة العدل ليلى جفال اليوم دروس المعهد الأعلى للقضاء تحت شعار "قضاة الحق هم قلب الدولة، إن صلُح صلُحت الدولة" كما ورد في بلاغ الوزارة.. وا عجبي؟ أين ماء الوجه؟ أين الحياء؟"قضاة الحق هم قلب الدولة"؟ فلماذا تعفيهم الدولة؟ دولة العبث واللاقانون ودولة بطاقات الإرشاد التي تعدها الأجهزة الأمنية.
قائمة الإعفاءات يوم 1 جوان 2022 ضمت في جلّها "قضاة الحق" الذين دفعوا ثمن تمسّكهم بالحق وانحيازهم لرسالة القضاء.. ولأنهم رفضوا تعليمات الوزيرة وضغوطات السلطة السياسية.. ممّن ليس لديهم حتى ملفات في التفقدية العامة.. ممن استهدفتهم الوشاية البوليسية بالكذب والافتراء.. ممن قالوا "لا" علنا وأيضًا من قالوا "لا" بعملهم.. ممن رفضوا إيقاف الخصوم السياسيين بدون حق كما اشتهت السلطة.. ممن جاهروا بأن القضاء سلطة تدافع عن نفسها وتقاوم وليست وظيفة تابعة خاضعة.
يا كاتبة الدولة العدل يا "قاضية"، قضاة الحق هم قضاة الدولة بحق، ولكن أنت أمعنت في التنكيل بهم والتجبّر وممارسة الفساد.. وأليس رفض تطبيق قرارات المحكمة الإدارية فساد؟ وأنت يا سيّدتي الآن مشتكى بها في 37 شكاية لازالنا ننتظر "صاحب جناب" القائم بأعمال وكيل الجمهورية بالحاضرة لأخذ القرار القانوني و"الطبيعي" بشأنها.
"قضاة الحق هم قلب الدولة إن صلح صلُحت الدولة"، ولكن يا سيّدتي، فلا أنت وزيرة "عدل" ولا أنت قاضية "حق" ولا أنت تحترمين "الدولة" ولا أنت "تصلحين"... فبئس أن تفتحين دروس العلم لقضاة المستقبل الذين تربوا ودرسوا القانون في زمن الحرية وإنهاء دولة "التعليمات"، الذين لا يمكن للمؤمنين منهم برسالة القضاء وبأن القضاء سلطة إلا أن يكون وبالضرورة "خصمك"... فهل بحقّ تتحدثين عن "قضاة الحق"؟ فلا أنت منهم ولا هم منك، بل أنت عليهم، لذا نحن لا نطلب الكثير، بل نطلب فقط بعض الخجل.
فوالله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء .إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي فافعل ما تشاء.