باش تكون الصورة واضحة، نخوض معركة ضد الرئيس السلطان وهو ليس فقط اختطف جميع السلطات (التنفيذية والتشريعية ونكّل بالقضائية) وافتكّ الدولة وتحته جميع الأجهزة الصلبة للدولة.. بل أيضا مرتكزا على حالة شعبية تبلغها تاريخيا الشعوب بعد انتكاسة الثورات توازيا مع الانحدار في المستوى المعيشي (غوغاء الحقد والتشفي)..
بحيث احنا المعنيين بالمطلبية الديمقراطية وحقوق الإنسان والمحاكمة العادلة إلخ، خلينا نعترفو أنو أحنا أقلية صغيرة تعارك تهافت على شوية مبادئ وقيم تؤمن بيها.. اليوم لو السلطان يعمل مشانق جماعية في الشارع، فما أغلبية عددية في الشارع موش باش يقلقها هذا .
الي يعمل فيه توا هو نفسو عملو أي دكتاتور خطوة خطوة.. قضاة معفيين ومحامين محالين وصحفيين يخوفوا فيهم، مرسوم 54 واستثارة لجهاز الداخلية لأيام القبضة الأمنية وكلو بالشوي بالشوي ومعروفة شنوة نهاية الحاصل.. فبحيث، وكيما أي لحظة حسم، ناس أغلبية مع "السلطة" وأقلية منقسمة تفارع.
كل واحد يختار الي يراه أنسب دون مزايدة توا.. محامين قضاة صحفيين حقوقيين مواطنين عموما إلخ.. ناس تشفي شهواتها.. وناس خبزيست اخطى راسي وأضرب.. وناس عندها شوية قيم ومبادئ تمّن بيها ومستعدة تعارك عليها مهما كان الثمن.. كل واحد حر.. المهم الجميع لازم يعرف اليوم أنو باب المواجهة تحلّ، وهو اختار المواجهة، وكل واحد يختار موقعو..
كمواطن في هذه الأرض، والكثير مثلي من أبناء جيلي، مش مستعدين نفرطو في حقوق وحريات، تهمني أكثر من الخبز ببساطة، وإذا كانت معركة فلتكن مهما كان الثمن.. يسقط الرئيس السلطان! لن يختطف البلد منا.. تونس أرقى من التبوهيل والتبهليل والحقد والعبث والجهل.