مطالبة وزيرة العدل من الوكيل العام فتح تحقيق في ملابسات وفاة الرئيس الراحل السبسي يكشف عن تفاهة العقل الحالي لدولة يثبت يوما بعد يوم أن الإشاعات وتفاهات صفحات فيسبوكية تقودها..
وقرار فتح التحقيق، وطبعا لم يكن إلا بطلب من فخامته، مهين في الواقع لمؤسسة الصحة العسكرية وللمؤسسة العسكرية عموما، فلو عاين الفريق الطبي العسكري أي شبهة جدية حول الوفاة لتم إعلام النيابة العمومية، ودون ذلك يعني أنه منخرط في خيانة ومؤامرة ضد رئيس الدولة.
وهو قرار مهين أيضا لعائلة الراحل وقد كان أحد أفرادها هو الطبيب المباشر للرئيس السابق، فلو كانت للعائلة أي شكوك جدية حول شبهة جنائية للوفاة لبادرت بمطالبة فتح تحقيق وأقله لأعلمت صراحة الرأي العام وقدمت شكوكها للعموم وهو ما لم يتم..
وعدا ذلك تكون العائلة متواطئة في الجرم المزعوم ومتخلية عن حق فقيدها.. رحم الله الباجي قائد السبسي.. عيوبه كثيرة كانت.. ولكن كان رجل يعلم معنى أن يكون رئيسا للدولة متعاليا على التفاهات وصغائر الأمور.
اليوم رئيس جمهورية يحدثنا صباحا مساء عن محاولات اغتيال ومخططات تسميم وحكايات باتت مثيرة للسخرية وعليه لا نستغرب بعد عامين من رئاسته للدولة أن يتذكر أن شكوكا تحوم حول وفاة من سبقه.. نعم، حينما تصبح ثقافة buzz وبث البلبلة واختلاق المؤامرات سياسة دولة.. رجل سخيف.