في قداس عيد الفصح، بابا الفاتيكان يصلّي اليوم من أجل الشعب التونسي أسوة بشعوب أوكرانيا وفلسطين وأثيوبيا، وموزمبيق وهايتي وبورما.. خطاب القداس كان مكتوبا وذكر تونس لم يكن ارتجاليا.. وجود تونس في قائمة الدول المنكوبة في قداس الفصح يؤشر كيف بات ينظر العالم إلينا…
بلد مثير للشفقة بحاجة للدعوات الربانية.. من يتابع عناوين صحف العالم حول الوضع الاقتصادي والسياسي يتبيّن حجم الأزمة التي نعيشها.. قبل أسابيع، تونس ملف على طاولة الأوروبيين.. تونس باتت موضوع اتصال هاتفي بين وزيري خارجية إيطاليا والجزائر.. الصورة موجعة، دعك من موقفك من السلطة اليوم، الصورة موجعة.. ومهينة.. وقاسية في كبرياء ضمير جمعي لشعب بأكمله.
في خضم كل هذا، رئيس الدولة يواصل هواية شتم معارضيه وتقديم تصريحات تتراوح بين اختصار المسافة في الزمن والصعود في التاريخ، والتأكيد أنه ليس في منافسة مع أحد.. طبعا، ليس في منافسة مع أحد في الفشل…
واليوم، يقرأ على رئيسة الحكومة فقرات من كتاب "تونس الثائرة" لعلي بلهوان في هواية معتادة لشخص يتلاعب بالدولة ومستقبلها... ثم يخاطب المسؤولين بكل صرامة أن تونس للأمام... أما أنصاره الغوغاء فهم يسبحون بحمده مادام الخراب للجميع... فلتغرق السفينة لكن يحيا الربان...
الصورة كاريكاتورية.. ولكنها محزنة.. وقت كثير مستنزف في سباق إنقاذ الدولة.. وفي سباق تيقن الجميع من حجم الورطة معه وكلفتها.. وحتى ذلك الحين، تونس هي بلد منكوب أمام العالم.. وفي عيون أبنائها أيضا.. من انتقال ديمقراطي متعثر ومريض إلى تحوّل سلطوي قبيح وغبي.. هذه الصفحة السوداء يجب أن تّطوى.. وستُطوى.. أؤمن بأن العقل يغلب بالنهاية في هذا البلد.