بعد 15 ساعة من الإستنطاقات والمرافعات، وبعد إصدار 3 بطاقات إيداع، أصبحت لدينا قناعة راسخة بأنّ مصير كلّ من عصام الشّابّي وجوهر بن مبارك و شيماء عيسى والأستاذين غازي الشّوّاشي ورضا بلحاج هو 5 بطاقات إيداع إضافيّة دون مبرّر قانوني ولا واقعيّ.
ولذلك قرّرنا مقاطعة التّرافع لانتفاء أبسط شروط المحاكمة العادلة ولقناعتنا بأنّ قرارات الإيداع ليست قضائيّة، بل سياسيّة بحتة سبق اتّخاذها.
24 ساعة في قطب مكافحة الإرهاب مرابطون دفاعا عن حق بديهي، الحق في المعارضة، في ملف غايته "الاستنزاف" ضمن "حرب التحرير الوطني" التي أعلنها فخامته، والعبارة له.. بين منطق السلم ومنطق الحرب، فارق عقل.. صدقا،
لا يُبالغ من يقول أننا جميعا، الذي فضلنا البقاء في الأرض وعدم الالتحاق بالصعود الشاهق غير المسبوق في التاريخ، في حالة سراح "مؤقت".. لا يُبالغ.. أما بعض الأسماء المحالة الملحقة بقائمة المعارضين الديمقراطيين مثل برنار هنري ليفي هدفها دعائي بحت تم اقحامه من العلو الشاهق فقط لتسويق الملف المفبرك اتصاليا من أعوان السلطة.
لا أخفي أن دموعي غلبتني حينما صدرت بطاقة إيداع بحق عصام الشابي وقبله بحق عبد الحميد الجلاصي، دموع حسرة وقهر في ملف تبيّن لنا يقينا كهيئة دفاع أن تعليمات سياسية صادرة بإصدار بطاقات إيداع بحق المناضلين الديمقراطيين وذلك لإتمام إخراج المسرحية، وهو ما جعلنا نقاطع الترافع..
محاكمة سياسية تافهة بكلفة تنكيل مقصودة.. لكن الجميل أن معنويات أبطالنا مرتفعة، هم لم يجرموا وذنبهم أنهم قالوا لا لسلطة الانقلاب والعبث بصوت عالي.
لا خيار لنا إلا مواصلة المعركة انتصارا لحرياتنا ولحقوقنا.. لن نرضخ مهما كانت التهديدات والضغوط.. والكلفة.. لن نرضخ.