في مثل هذا اليوم وقبل عام فقط أي قبل 25 جويلية، وظّف العميد بودربالة صفته في نزاع قضائي سياسي مقحما نفسه والمحاماة في التجاذبات الحزبية.. توجه العميد يومها إلى مقر القطب القضائي المالي في محمد الخامس، تزامنا مع اعتصام المتهم ورئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي ونواب حزبه بمكتب قاضي التحقيق وتظاهر مجموعة من النواب (قلب ونهضة) وبعضهم يحمل مكبرا صوتيا أمام مقر القطب في سياق ممارسة الضغوط على قاضي التحقيق المتعهد بالملف.
خرج العميد من القطب ليعبر لقناة نسمة المتخصصة في السحل التلفزي (وهي للتذكير قناة المتهم) عن أسفه على إقحام القضاء في الصراعات السياسية، نعم، وقد وأثار تدخل العميد نقد الطرف القائم بالحق الشخصي باعتبار ذلك من قبيل الخروج عن الحياد تجاه أطراف القضية.
1- العميد بودربالة الذي يحاضر اليوم عن حياد المحاماة وعدم إقحامها في التجاذبات الحزبية، كيف نفهم إقحام نفسك وقتها في قلب التجاذبات الحزبية بل وقتها مع متهم حزبه هو أحد أضلع السلطة (حكومة المشيشي).. السيد العميد، أيكون الاصطفاف إلى جانب السلطة، وقتها واليوم، هو ديدنك الدائم؟
2- العميد بودربالة، كيف نفهم إقحام نفسك أو حتى وضع نفسك محل شبهة استغلال صفة أو نفوذ في ملف قضائي لازال على بساط النشر بل زمن تعرض القاضي المتعهد لضغط مباشر من أطراف في السلطة (نواب في البرلمان).. هل تعلم أن التدخل في القضاء يأخذ أشكالا متعددة مثل صنيعك؟
3- العميد بودربالة، أتذكر تصريحك يومها أن زيارتك لمقر القطب جاءت بطلب من فريق دفاع المتهم. وعدا أن تدخلك أثار نقد القائم بالحق الشخصي، هل تقوم بتدخلات من هذا النوع كلما يتصل بك محامي يعتقد أن منوّبه يتعرض لمظلمة؟ يعني هل تتعامل مع كل المحامين منظوريك وفق مبدأ المساواة، أم حسب العلاقات الشخصية معهم، أم حسب صفة منوبيهم؟ لا أذكر عدا نبيل القروي قمت بزيارة مقر محكمة بطلب من دفاع متهم. أليس كذلك؟
4- العميد بودربالة... ثقلت عليك الأمانة، يا لك من عبء على المحاماة.