وضعت عارضة الازياء ناعومي كامبل غطاءً على رأسها وارتدت زيا "محتشمًا" مقارنة مع زيها العادي أثناء تشييع جنازة الراحل عزّ الدين علية، لقناعة في ذاتها، تقول بأن عليها اثناء فترة الدفن احترام التقاليد التي تنص عليها طقوس الدفن، وهي تفعل ذلك على اعتباره جزءا من واجب الاحترام الذي تكنه للراحل ومن ثمة ما وجب ان تكنه للطقوس التي تلفّ مراسم الدفن.
ناعومي كامبل ليست عالمة انرتوبولوجيا ولا مختصة في علم الأديان، فقط هي الأخلاق تجاه رجل بكت عند وفاته ومن الأكيد انها كانت تحبه وتحترمه وتقدره وتقدّر فنه.
في المقابل وعلى النقيض لم تضع عديد التونسيات أي غطاء على الراس ولم ترتد الكثيرات اي لباس محتشم لأنهن يملكن او بالأحرى يعشن علاقة شديد التوتّر مع الموروث الديني وكل تمثلاته من طقوس العبادة إلى مراسم الدفن.
التونسية تستدرك عند لحظة الدفن جردة الحساب التي ترى وجوب حسمها بالرفض او على الأقل إعلان ذلك والتباهي به بل المفاخرة من باب التميز وإظهار عدم الخضوع….
من هذه الصورة، التي يمكن ان تكون موضوع دكتوراء، يمكن ان نرى تماهي ناعومي كامبل مع رؤيتها لذاتها وللآخر مهما يكن هذا الآخر وما تعيشه التونسية من ازمة مع الذات ومن انفصام مع ماضيها، وحجم العنف السيكولوجي الذي ولدته هذه الحالة….
من ذلك نفهم لماذا احرق البوعزيزي ذاته ولماذا يلتحق عشرات الالاف بالإرهاب، ولماذا تمعن هذه "الشخطورة" في مواجهة الاخر الذي في ذاتها من خلال العنف فقط…..