الغنوشي بين غزة وروني الطرابلسي: مستلزمات التمكين واكراهات المرحلة…

Photo

لفهم كيف لعقل نهضاوي/إخواني ان ينتقل من الصراخ ملء الحناجر "خيبر خيبير يا يهود...." إلى التصديق على تسمية روني الطرابلسي، وجب فهم ان وعي النهضة الاخواني يفصل منهجيا واجرائيا وحتى فقهيا وشرعيا بين التمكين على اعتباره هدفا استراتيجيا لا يمكن الحياد عنه كما عبر عن ذلك مرارا شهيد الحركة السيد قطب، الذي تختلف معه القيادات الحالية في المنهج وليس في الهدف أي التمكين، مقابل اكراهات المرحلة التي تندرج تحت بند "فقه الضرورة"....

لا يمكن لحركة النهضة ان تنقلب فجأة وعلى حين غرًة من حركة اخوانية الهوى والمقصد إلى حركة مدنية تؤمن بحق روني الطرابلسي في الوزارة لسببين:

أولا: التغييرات التي يتحدث عنها الغنوشي وأقرها حبرا على ورق المؤتمر العاشر، تتطلب مسارا يستدعي اجيالا او جيلا على الأقل، ولا يمكن بل يستحيل أن يتم فجأة وبقرار فوقي وبفعل آني على نمط: كن فيكون....

ثانيا: هذه التحولات السيكولوجية والفكرية تتطلب مناخ هدوء وسكينة يتأسس على الاحترام المتبادل، وليس ما نرى ونعيش من عنف لفظي وتوتر ايديولوجي، أقرب إلى النفخ في العمق القطبي، لأن هاجس القيادة القائم على "صناعة" صورة "الاسلام لايت" تستدعي من قبل القاعدة التأصيل لعمق الحركة القطبي/الاصولي خوفا من أي "عنف/انقلاب" على مسار ديمقراطي يعلم الجميع ليس فقط هشاشته، بل هو "بيت العنكبوت"....

لذلك طبيعي أن يلهج لسان سمير ديلو ويقول في روني الطرابلسي ما لم يقل مالك في الخمرة، بل كادوا - والله اعلم - يفتون ان الصلاة خلف الرجل جائز، في حين يلهج لسان عمق النهضة الفايسبوكي بما تحقق المقاومة من انجازات في غزة....

هو في الأن ذاته توزيع منطقي للأدوار من باب حفظ الذات أولا والسعي لتحقيق مشروع التمكين…

لا تكمن خطورة هذه الازدواجية في ذاتها، بل في ابتعادها عن الواقع وتحولها الى حالة ذهنية من وحي الخيال لان درب التضحية طال ومن يصدقون الغنوشي عندما يقول :"أن الصبح بقريب" في تناقص متزايد، ليكون السؤال الذي يطرحه اللوز وشور: لماذا تنازلنا ونظير ماذا؟؟؟

الباحث عن الجواب يجده عن العلاّمة لطفي زيتون…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات