لا يمكن لأسباب موضوعيّة وكذلك أخلاقيّة مقاربة الشأن الإعلامي وموضوع القنوات التلفزيونية في رمضان انطلاقا من التفاصيل واعتبارها المحدد الاوحد والوحيد. المسالة في علاقة بالخيارات الاستراتيجية الكبرى وما هو مرسوم للمجتمع وما هي القناعات التي يريد أصحاب أي عمل غرسها، لأن لا عمل تلفزيوني (المسلسلات خصوصا) يأتي دون هدف ولا عمل (كذلك) ينبت دون رسالة مباشرة وأخرى ضمنية.
لذلك، ابعد من لذّة الفرجة ومتعة المشاهدة، ما هي الرسالة التي يحملها مسلسل "شورّب" وما هي القيم التي يروّج لها، خاصّة في بلد انقطع فيه حبل الوصل مع الفئة الشبابية. فئة أقرب إلى تمجيد العنف واعتباره المحدد الأفضل او ربما الوحيد للتوازنات الاجتماعية؟؟؟
من الخدع المتداولة بل المعتمدة عند انجاز مسلسلات عن فترات تاريخية ماضية، القول أنها "تؤرّخ" لفترات من ماضي البلاد. المسلسل هو عمل درامي فرجوي وبالتالي لا يخضع لضوابط تاريخية دقيقة، بل ليس مطلوبا منه ولا مهمة له سوى تحديد الوعي من خلال الفرجة... الوعي الذي يريد ترسيخه اصحاب العمل....
لذلك لا قيمة للسؤال عن غياب أعمال تمجد "ابطال" البلاد من مجاهدين ومناضلين ما دام اصحاب الحل والربط لا يرون في التلفزيون ومسلسلاته سوى صورة لما يريدون الترويج له وبالتالي ما يبغون ترسيخه…
الصورة لرسام كاريكاتور جزائري لكنها معبرة عن الواقع التونسي…