ما كتبته أنس الحطاب، من بيان عن نداء تونس بصفتها "الناطق الرسمي" من تغطية لنشاط الرئيس الباجي قايد السبسي يراوح في تأثيره بين إثارة التعجب أو هو الضحك والسخرية.
لكن اعمق من هذا التعجب واهم من هذه السخرية، يكمن في السؤال عن الأسباب التي دفعت هذا "الناطق الرسمي" للعود بنا ليس إلى تداخل الدولة بالحزب، بل إلى تماثلهما في صورة واحدة؟؟؟
لم يدفع أنس الحطاب أو الباجي الذي وراءها إلى مثل هذه الخطوة العجيبة/الغريبة/المضحكة سوى البحث عن موقع صلب وإن كان على حساب ظاهر الصورة الديمقراطية في بعدها الاستهلاكي المتداول.
إنها "حالة طوارئ" يعيشها الباجي ومن معه دفعته إلى المناداة بتشكيل "المربع الدفاعي" الأخير، حيث لا أهمية للشكل التعبيري ولا لملابس الجنود ولا لرتب القادة. الأهم يمكن في تفادي الهزيمة أو بالأحرى تحسين شروط التفاوض عندما يحين موعد الانسحاب ومغادرة المسرح السياسي دون رجعة...
نحن نقف أمام مشهد مدهش/مضحك لكن معبّر عن حالة المشهد السياسي، بما هي ديمقراطية الديكور ودولة الواجهة وحكومة الاستئثار بالسلطة....
لا غرابة غدا من أن يطالب هذا ذاك بالمنازلة كما تفعل الثئران، طالما الفرجة مضمونة والمتعة دون حدود..