الطبوبي: لاغارد أمامه وطوبال وراءه، أين المفرّ... تبييض النداء من سياسة الداء…

Photo

حين كان سفيان طوبال يغادر مجلس نواب الشعب ملتحقا بالتظاهرة الاحتجاجية ضدّ الشاهد، نسي أو تناسى أو اغفل أنه الشاهد (هذا) لا يزال عضوا "مجمدا" في حزبه، وأن سبب التجميد لا علاقة له البتة ولا من بعيد أو قريب بالسبب الذي من أجله أضرب المضربون وتحركت قيادة اتحاد الشغل…

الوقوف إلى جانب الطبوبي من باب الاشتراك في "معاداة" الشاهد غير كاف لرسم برنامج مشترك أو (على الأقل) هوية جامعة. كل نداء تونس بجميع قياداته يريد تنحية الشاهد والحلول مكانه وتنفيذ تعليمات البنك الدولي واملاءاته، في مزايدة لا حدود لها…

اساءت الصورة للاتحاد وأظهرت الطبوبي في صورة "الشريك" في مسعى نداء تونس لتنحية الشاهد لأسباب لا علاقة لها بالعدالة الاجتماعية التي اضرب من أجلها المضربون.

الصورة: تحول الاتحاد إلى حمام تبييض قيادات على استعداد لخدمة لاغارد بما أمرت أو بما تتمنى…

اضراب الضرب على الوتر الحسّاس...

لا يتناقش ويُناقش عاقلان في تونس الأمور التالية:

أولا: القدرة الشرائية في تدهور شديد لدى الغالبية المسحوقة من الشعب التونسي وبالأخص فئة العمال والموظفين وأصحاب الأجر، سواء من خلال ما نرى من ارتفاع في الاسعار او تراجع الدينار وغيرها من المؤشرات.

ثانيا: هناك من يعادي قيادة الاتحاد الحالية ويعتبرها طرفا هاما/خطيرا في صياغة المعادلة السياسية القائمة والقادمة، ومن ثمة يعتبرون الإضراب "سلاحا سياسيا" بإمتياز.

ثالثا: هناك من يعادي الاتحاد في ذاته (الهيكل والدور والتاريخ) ويعتبر إزاحته او على الأقل تدجينه، شرطا وجوبيا لتاسيس مشهد سياسي جديد يقطع مع "المعادلات البالية" من أجل بناء "تونس جديدة"…

بناء على ذلك وأمام تسييس الوضع العام وعدم فرز البعد النقابي عن التنافس/الصراع السياسي وأساسا امام الخيارات الليبرالية المتوحشة الذي اقدمت عليها حكومة الشاهد، ستذهب المعادلة محو مزيد من التصعيد، سواء في بعده الاجتماعي/النقابي الصرف أو التنافس/الصراع من أجل السلطة أو الخضوع/مقاومة المدّ الليبرالي المفروض من قبل صندوق النقد الدولي والمرفوض من قبل عمق شعبي ينزح نحو فقر أشد ويرزح تحت وطأة الجوع الذي جاء كافرا منذ الأزل…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات