يتعامل الوسط السياسي كما الاعلامي مع "التوافق" على أنه "فعل ماض زائل" والحال أنه "فعل مضارع متواصل"، فقط تغير وتم استبدال أحد الشريكين: تراجع الباجي ليتقدم الشاهد، لان (هذا) "التوافق" (الداخلي) جاء بقرار/توافق اقليمي/دولي، ومن ثمة هذه الاطراف الدولية تبحث عن "الوظيفة" أكثر من تركيزها على "قطع الغيار"... المتوفرة في السوق (السياسية) التونسية…
ثانيا: ساذج بل غبي من يظن او يتخيل لحظة أن اللجوء إلى الشارع مفتوح على مصراعيه دون سقف وبلا حدود. جميع الاطراف تدرك بل هو اليقين (خاصة اتحاد الشغل) ان الخطوط الحمراء التي رسمها "الحكم" الاقليمي/الدولي غير قابلة للتجاوز، ومن تعداها فقد ظلم نفسه. فقط يتم اللجوء إلى الشارع من باب "التنفيس" المطلوب اقليما/دوليا وكذلك بغاية اجراء بعض التعديلات التكتيكية/الداخلية حصرا ولا غير، ودون تجاوز....
ثالثا: لن تتزحزح حكومة الشاهد عن "ثوابتها" امام الاضرابات/الشارع، ليقين ان الشارع بطارية غير قابلة للشحن إلى ما لانهاية وثانيا قد (بمعنى اليقين) ينقلب السحر على الساحر. لان شارع الاتحاد تقابله وتعاديه "شوارع" اخرى..
رابعا: لا ضير ولا ضرر من "الفلكلور" الذي تشهده البلاد بين "القصرين" وان يتحول هذا "الخلاف العائلي" (الصرف والبحت) إلى "أم المعارك" يتلهى بها العمق الشعبي وكذلك الطبقة السياسية بل تتحول إلى "ماكينة فرز" او هي ملهاة/ماساة الانتخابات القادمة…