الباجي - الشاهد: هذا البئر وذاك غطاءه..

Photo

لم يعلن يوسف الشاهد مرّة ولم يصرح أبدا أنه غيفارا ليقلب اقتصاد البلاد ولا ماو سي تونغ ليقدم على حركة تأميم فجئية وشاملة. الرجل صادق صدوق، هو نتاج مدرسة ليبرالية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي مع ما يلزم من "تعديلات" تقتضيها شروط الاستقرار السياسي وليس برنامج للعدالة الاجتماعية....

من ذلك، يستغرب المرء من استغراب من يشاهدون ارتماء الرجل بملابسه في أحضان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. هو يتصرف وفق قناعات معلنة وضمير لا يستبطن (في عمقه) أي سوء نية....

كذلك هو الباجي، على الاقل في الوقت الحالي وضمن ظروف الحكم الراهنة. لا أحد منهما يفكر في إعلان "الجهاد الاقتصادي"...

لذلك أغبياء وسذج ومن المتخلفين الذهنيين من يحارب أحدهما تحت لافتة "النضال الاجتماعي" وهو في خدمة الثاني او سائر في ركابه، او حتى من باب الاستقواء التكتيكي..

النضال الاجتماعي واجب لأمرين:

اولا: لا يمكن لمنوال التنمية الذي تعتمده السلطة التنفيذية (أي الحكومة بمباركة احزاب الائتلاف ورئاسة الجمهورية) ان يعطي أو يرسخ الحد الادنى من "الحقوق الاجتماعية" التي نادت بها الشعارات المرفوعة في الفترة 14/17.

ثانيا: ضمن منوال التنمية الليبرالي المتوحش هذا، يقوم فساد كبير ونهب مفتوح على مصراعية لمقدرات البلاد تشارك فيه وتباركه و(في ادنى الحالات) تصمت أمامه كامل الطبقة السياسية المشاركة في الحكم.....

ما يحزّ في النفس حقا ان "الحراك الاجتماعي/النقابي" تحول او هو سقط إلى مرتبة "معول" في ايدي أحد المصارعين (الباجي أو الشاهد) بصفة معلة ووقحة احيانا..

خلاصة المشهد: ما اتعس الحراك الاجتماعي الذي يتحول خرقة لدى المتصارعين من اجل السلطة…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات