الشابي: من شاب على شيء يستحيل العود به للشباب....

Photo

حين ندرس علميا ظلم نظام بن علي وطغيانه، نجد أنه لم يكن "دمويا" مثل نظام آليندي في الشيلي حيث الاغتيال بالجملة ولم يكن ديمقراطية سويسرا حيث يرعى الذئب والخروف سواسية. لأسباب تتعلق بموقع تونس ودورها في التوازنات الدولية قامت السيطرة على الوضع في تونس (وفق المسموح به دوليا) على الظلم والهرسلة والعنف والسجن وأساسا من خلال السيطرة الكلية على الفضاءات العامة…

ضمن هذا الواقع التونسي (بين بين) كان ممكنا الكلام والتصريح والحديث لمن أراد من المعارضين خاصة مع التطور الخطير الذي عرفته تكنولوجيا المعلومات وأساسا الفضائيات والانترنت وكذلك الهاتف المحمول....

برع احمد نجيب الشابي في اصدار التصريحات وإطلاق الخطب التي كانت تزن ضمت منطق ذلك الزمن لان الحديث والخطب مثل سلاحا أدمى النظام وكشفه أمام الرأي العام العالمي…

لا يزال احمد نجيب الشابي قابعا في تلك المحطة ولم يغادر على مستوى العقلية زمن بن علي: يتخيل كلامه مزلزلا للوضع وتصريحاته زوبعة تعري وتفضح النظام….

ذهب زمان وجاء زمان جديد: زمن يوسف "الغشير" (قياسا بالشابي على مستوى السن) الماسك لجزء غير هين من مقاليد البلاد. ولد الشاهد لم يعش (بمفهوم الوعي) فترة عنفوان الشابي وبالتالي لا يمثل "صاحب الصلعة الشهيرة" اي مرجعية ولا يقدم ولن يؤخر، بل لن يقبل بالرجل (لانعدام رصيد سي نجيب الانتخابي الحالي) مجرد "شاوش" في حزبه الجديد. هذا إن لم ير فيه "لوثة" من الماضي (والعياذ بالله)…

لذلك يأتي (سي نجيب) مجرّد "تاريخ" للفرجة والموعظة والعبرة، دون ان يكون ذلك "الفحل" القادر على ارضاء القطيع….

خلاصة: اذا كان الباجي (المغرم بالشعر الجاهل) سينشد :"ودّع هريرة…." فإن الشابي عليه حفظ :"فراڨ غزالي…."

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات