بكل المقاييس، بوجود الشاهد أو بغيابه، ومهما يكن "رجل المرحلة" (على مستوى إدارة الشان الحكومي) لا يمكن تمرير املاءات/اكراهات صندوق النقد الدولي، سوى بموافقة اتحاد الشغل او باستبعاده ومن ثمة تحجيم دوره التاريخ و(لمَ لا) تقزيمه وتصفية وجوده.
اتحاد الشغل او هي القيادة الحالية تعلم أمرين:
أولا: لا مكان للجلوس على الربوة امام يوسف الشاهد الذي يريد (بمباركة النهضة) ان يعيد ما فعله بن علي، مع فارق تعويض السلاح/الانقلاب بالقانون/السياسة.
ثانيا: يعلم نور الدين الطبوبي ان هامش المناورة السياسي ضيق لأن الشاهد مسنود من الخارج ومدعوم من النهضة، مما يعني ان اتحاد الشغل قادر (بقرار من هذه العناية الفوقية) ان يتحول من "راعي الحوار الوطني" وصاحب جائزة نوبل، إلى ما يشبه "داعش"، بمعنى "الخير الذي رُفع والشرّ الذي وُضع"…
ايضا تشعر قيادة الاتحاد وستشعر اكثر بضغط القيادات الوسطى المطالبة بتفعيل دور الاتحاد المطلبي ومن ثمة الاحتجاجي بغية تعديل الكفة امام تراجع الدينار وتقلص القدرة الشرائية. في حين يريد الشاهد (بمباركة راشد) تمرير املاءات صندوق النقد الدولي المطالبة بالتخلي عن الدور الاجتماعي للدولة وضرورة ترك السوق تعدل السوق دون تدخل الدولة....
من الناحية الفرجوية نحن نشهد صراع "الجبابرة بين الطبوبي مقابل الشاهد (المسنود من راشد)، لكن الغوص في المشهد قليلا يظهر حجم التناقض بين الصورة "الديمقراطية" للصراع، وفداحة انخرام موازين القوى الاقطاعية/المافيوزية، مما يجعل من وجود "غرفة سوداء" تدير البلاد حقيقة ملموسة وليس خيال مؤمن بنظرية المؤامرة.
من كليلة ودمنة: سقط رجل في بئر وامسك بحبل يتدلى وعوض السعي للصعود تلهى بأكل العسل من جبح نحل في حين كانت الجرذان من فوق تقضم الحبل والأفاعي من اسفل تترقب السقوط.
حدد مكانك…