السترات الزرقاء: كذبة أخرى من طيف الأحلام الركيكة…

Photo

من ضعف الخيال وضحالته وركاكته، ركب الفاعل/الخيال السياسي في تونس (أو جزء منه) ظاهرة "السترات الصفراء" الفرنسية واقدم على "تونستها" دون قراءة أو هو الجهل المدقع بالاسباب الموضوعية والشروط التاريخية التي أدت إلى نشوء الظاهرة وبروزها في بلدها فرنسا.....

التونسة الأولى تمت بقلب الصفرة حُمْرة كأنّ مجردة الاشارة إلى "لون العلم" كاف لتأصيل هذا الاستنبات بغير ذي أرض…

ردّت على نداء التمرّد "الأحمر" ما اراده اصحابه "زُرقة" منبعها (الدلالي) البحر/السماء وما هو عمق وما هي سعة…

قيمة "التمرّد" تقابلها فضائل "العمل" والاثنان لا يعلمان أن هذا وذاك مجرد "قشرة" دون تأصيل تاريخي/اجتماعي ومن ثمة مجرد "سلعة" اشبه بمنديل ورقي قابل للاستعمال مرة واحدة…

الاحمر يستبطن تأصيلا شعبيا لقيم الثورة/التمرد ضد "الظلم"، في حين يستبطن الأزرق قيم البذل/العطاء من اجل "الوطن"…

الطرفان يشتركان (حد التطابق العجيب/الغريب) في استبطان أن "العمق الشعبي" سيصيح مصدقا بل مؤمنا ومن ثمة مستبطنا ومن بعده منفذا/طائعا…

في الحالتين لا حاجة للقول أننا امام "حركات ساذجة" (عندما نكون رحماء في التقدير): لا الأحمر ولا ازرق فهم أن "ضمير الشعب" صار أقرب إلى الشكّ/التكذيب وأن زمن "كن فيكون" مع العمق الشعبي ولّى وانقضى…

نصيحة بالمجان لمن سيخرج (قادما) علينا بالسترة القزوردي:

العمق الشعبي في حاجة إلى مشروع بأتم معنى الكلمة، يعطي من خلاله المنادي المثل ويقدم المثال وليس كما هي الطبقة السياسية بكاملها: تفعل عكس القول وتجني الثمار دون عمق ارتكب حماقة التصديق….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات