لا اختلاف ولا جدل وجدال، أن لا الباجي ولا الغنوشي ساذج او منعدم الحيلة. كلاهما داهية وصاحب تجربة طويلة وعريضة، بل (بلغة الشطرنج) قادر على استباق تحركات "البيادق" الاخرى.
لذلك لا احد منهما قادر على مخادعة الاخر. فقط ترتبط القدرة على الفعل بما يملك (كلاهما) من اوراق وليس بما لديه من قدرة على التكتيك....
من ذلك لا تغرّ مشاهد/مراقب اي ابتسامة يتم تبادلها بينهما، او معسول الكلام المتقاطر من فم كل منهما.
فقط يفصل في المسألة أمران أكيدان:
اولا: طبيعة كل منهما. الباجي اقرب إلى الخداع والضرب تحت الحزام، في حين يفضل الغنوشي (بلغة الملاكمة) انهاك المنافس عن بعد وتفادي الالتحام، وجعله (أي الباجي) يسقط ويغادر المشهد بفعل الانهاك واضاعة الاوراق على الطريق مثلما ضاع النداء…
ثانيا: القرار الدولي الذي لولاه لكان الشاهد بيدقا في زحام النداء، مثله مثل الحطاب او طوبال. لذلك لم يتوافق الغنوشي معه (أي الشاهد) حبا في لون عينيه او عشقا في فصاحة لسانه، بل (وهذه فلسفة الشيخ "التكتاك") الاقتصاد في الطاقة والاتكال على الله العلي القدير ليتمّ "ضرب الفجّار بالكفّار" والتعامل مع من تفرزه "التصفيات" ما دام ديدن الغنوشي: الاقتصاد في الطاقة والصبر والترقب وانتظار معارك الآخرين الذين لهم منه حلاوة اللسان والابتسامة دون حدود.
اذا رأيت انياب الشيخين بارزة....