رسالة أبو محمد المقدسي في تكفير اردوغان وإخراج نظامه من ملة الإسلام لا تعدو أن تكون سوى الصفّارة وكلمة السرّ لهجومات جهادية تستهدف تركية وخاصة المنظومة العسكرية/الأمنية وكذلك اقتصادها وما للسياحة من اهمية فيه...
او هي رسالة تحذير من مغبة اللعب عكس الهوى الغربي عموما والامريكي خاصة في ما يخص ملف ادلب وما فيه من تعقيدات....
تركية التي شكلت القاعدة الخلفية لجميع الفصائل المسلحة في سورية بكامل اطيافها من الجيش الحر (المعتدل افتراضا) الى داعش راس الارهاب وحاملة لواءه، بدأت تدرك بعلم النحو أن الغرب الذي جعل منها "فاعلا" في السابق لغاية في نفسه ويريد ان يلحقها بسورية مفعولا به او بالأحرى "مفعولا فيه"....
لتركية أوراق قوة كثيرة وكذلك مكامن وهن عديدة أولها الاقتصاد حين تهاوت الليرة المحلية بنسبة 40 في المائة والحرب الحقيقية لم تنطلق بعد.
حين نستثني دعاء المنتديات الاجتماعية والصولات البلاغية للرئيس اردوغان لا دولة في العالم ستقف مع تركية من باب الحلف الاستراتيجي الذي لا يفت فيه ما يفسده. جميع دول المنطقة تحتاج او هي تقبل بتحجيم تركية لتكون ضعيفة عند عقد أي صفقة قادمة....
كلام المقدسي دعوة لضرب تركية وجعلها هدفا للإرهاب الفاعل والفعال، وخطورة الامر ليس في ذاته بل وجود ملفات اخرى تحترق شوقا لترى النور وتحسم خلافها التاريخي مع تركية… بدءا بالملف الكردي، مرورا بالملف الارمني وصولا الى "الاحتلال التركي لجزء من جزيرة قبرص" حسب التوصيف الاوروبي للوضع هناك….
لم يفهم الاتراك في الملف السوري ان الغرب عامة والولايات المتحدة عموما لم تر فيهم شركاء مشروع استراتيجي بل مجرد عمال مناولة لا يمكن التفكير في استشارتهم عند تسليح اكراد سورية أساسا ولا يمكن الوثوق بماسكي الحكم في انقرة لدرجة التفكير في انقلاب عسكري لا يخفى دعم واشنطن له…
خريف الاستانة حارق وشتاؤها مرّ في انتظار "ربيع تركي" يراه كل على هواه….