الجيش والحكم: كلام حزن مدهون بالزبيدي.....

Photo

رغم أن كلام عبد الكريم الزبيدي عمّا سمّاه "سوء أداء" النواب وأن الشعب سيعاقب هؤلاء، لا يحتوي أي إشارة أو تلميح للخروج عن "المسار الديمقراطي" أو "تدخل المؤسسة العسكرية"، إلا أنّ الظرف أولا (جنازة عسكريين) وكذلك المنصب (وزير الدفاع) دون ان ننسى ماضي الرجل على اعتباره رجلا من رجال بن علي الاوفياء، يؤشر ضمن واقع حالي اشتد فيه عراك الطبقة السياسي على خلفية الحكم ومن أجل الفوز بالانتخابات الرئاسية سنة 2019، إلى امكانية " تدخل الجيش"....

بين ترحيب الكثير بتدخل الجيش وخوف اخرين من هذا "الانقلاب" الذي يقوده (وفق الاماني وكذلك المخاوف) عبد الكريم الزبيدي، وجب التأكيد (مع الاحترام للرجل في بعده الشخصي) أن تصريحات الزبيدي عاجزة عن جعل رجالات الجيش تفكر (في حال أرادوا) في إصدار "البيان الأول"....

الانقلاب (بمعنى التفكير فيه والترويج له أو حتى المطالبة به) خطير جدا، بل شديد الخطورة، لأنه يخرج بالجيش من واجبه الحالي، أي حماية الحدود البرية والبحرية والسماء، إلى أن يصير ماسكا لوضع سياسي موبوء، مع اليقين أن الجيش لا يملك عصا سحرية وثانيا ان "الانقلاب" لن يجد ترحيبا من قبل الجميع، حين سيعتبر كثيرون انقلابيا معاديا للديمقراطية، او ربما (أقول ربما) نظّر أخرون لحمل السلاح ضد العسكر.

فوق هذا وكله، يحتاج "الانقلاب" او هو مرهون بضوء اخضر اقليمي ودولي، لا تبدو طلائعه، حين يأتي سيناريو الفوضى وضياع الدولة (بفعل الانقلاب او المحاولة الانقلابية) اقرب من استتباب الامن واستقرار الوضع....

اضافة الى المخاطر التي تتهدد هذا الجيش حين سيكون من مهامه التحول الى "بوليس" سيهتري بهذا الاحتكاك بشعب متوتر بفعل الازمة الاقتصادية والقرف الاجتماعي....

الغرب الواضع للخطوط الحمراء التي تسير اللعبة السياسية في الداخل، لن يرتجف حين ارتجف صوت الزبيدي غضبا وقرفا، بل يهمه استقرار الوضع في تونس من باب تامين حدوده اولا امام الهجرة السرية وثانيا حين تصلح تونس قاعدة خلفية للتدخل في ليبيا ومشاكسة الجزائر…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات