العصا الدولية تعيد ترتيب أركسترا "الزكارة" و"الطبالة" في الداخل…

Photo

يلاحظ المرء دون حاجة لبحث عميق، أن الصدام/الشجار/العراك/التنافس يدور على محورين متوازيين وان كانا غير متلازمين بالمفهوم الميكانيكي:

محور بين الاحزاب ثنائيا أو ثلاثيا، ومحور داخل كل كيان، حيث تبرأت النهضة من تصريحات حافظ صندوقها السرّي السيد الفرجاني، النداء اشبه بقنبلة عنقودية بصدد الانفجار تباعا منذ انتخابات 2014، في حين تعيش الجبهة الشعبية ازمة زعامة معلنة/مفتوحة وكذلك تعقد ندوة صحفية دفاعا عن الشهيدين لم تحضرها أو هي قاطعتها عائلة الحاج محمد البراهمي…

الازمة بنيوية تمسّ او هي تخص التوازنات التي اسست لبنية الدولة التي قامت ذات جوان 1955. بدءا بدخول حركة النهضة المشهد السياسي (وهذا الاخطر) مزايدتها فوق كل المزايدين دفاعا عن "السيستام"، وثانيا (وهذا الاخطر) مغادرة "جيل دولة الاستقلال" المشهد أو هي سدة الحكم، ممثلا بشخص الباجي حين رمى الرجل المنديل وأعلن انسحابه، أمام "يوسف" (الداخل) القادم من خارج المنظومة، حين لم يكن الرجل من "أزلام" بن علي ولا من المناضلين أصلا ضدّه.

كان (مع الاحترام للرجل في بعده الشخصي) نكرة من جملة مئات ألاف النكرات الذين لا يزيد افقهم عن الحصول على منصب يؤمن دخلا محترما وتشييد فيلا فاخرة واقتناء سيارة محترمة، وليس الجلوس على عرش القصبة والعين على قصر قرطاج.

لا يمكن للبنية التي ضمنت استقرارا شكليا مع بعض الاهتزازات منذ 1955 ان تستمر، مع التأكيد (مع استثناءات نادرة) أن لا احد من هذه الطبقة السياسة قادر على فهم المشهد. فما بالك بالاستعداد للانقلابات القائمة وخاصة القادمة....

لذلك ونتاج مباشر لهذه الارتجاج، اصبحت اليد الخارجية أكثر وضوخا ولسانها أشد وقاحة:

سفير فرنسا يتجول في البلاد مثل الراعي الذي يتفقد قطيعه. وزير بلجيكي يحكي أمام الكاميرا عن ارسال المهاجرين إلى تونس في لهجة الأمر الحاصل، وأنه تباحث في الأمر مع جهات تونسية… دون رفض أو تكذيب (وإن كان في خجل) من وزارة الخارجية…

على الطبقة السياسية جميعها ان تقبل طأطأة الراس جهرا وعلانية، وقبول تصرفات السفير الفرنسي في صورة "ولي الأمر".

أما عن صراعاتها البينية وخاصة الداخلية، فهي ممكنة بل مطلوبة ومشروعها، طالما تلهي الجماهير عمّا هو تطبيق اوامر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتجعل جولات السفير الفرنسي التفقدية أمرا محمودا….

السؤال: إلى متى "ينادون بالأندلس، حين تسقط حلبُ"؟؟؟؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات