المرزوقي: انصاف الكؤوس لأنصاف الكراسي وأنصاف المسافات....

Photo

"الجزيرة" مثل الصبر لها "حدود"../

لم تكن النهضة (القيادة - الحركة - الفكر) في حاجة للمرزوقي واي من أحزابه سوى لغاية "تنويع" المشهد السياسي، سواء زمن بن علي أو بعده:

أي تبليغ الطرف الغربي رسالتين: الاولى ان الطرف الاسلامي/الاخواني (أي النهضة) ليس بمفرده في مقارعة الطغيان وثانيا انه يقبل/يرحب بمن هم "من غير الاسلاميين" سواء شريكا في المعارضة (زمن بن علي) أو طرفا في الحكم (زمن الترويكا)....

هو اتفاق ضمني على تبادل الخدمات وما تقتضيه المناسبات من ود متبادل والتظاهر بالابتسامة عند التقاط الصور..

خطا المرزوقي ومقتله وسبب فناء جميع ما انجز من كيانات، يقينه بل هو "إيمان الأنبياء" ان وجوده كاف لإنجاز "المعجزات" السياسية، في حين يمثل فعله الأثر الذي سيخلد به في سجلات التاريخ.

عجز المرزوقي القاتل على مستويين:

اولا: حين فهم أن نسبة 45 في المائة ممن صوتوا له أثناء انتخابات 2014 صوتوا لشخصه فقط وحصرا، في حين ان كثير منهم من قواعد النهضة وكثير ثان من باب الشماتة في البجبوج فقط وحصرا…

ثانيا: في تثمين جزء غير قليل من 45 في المائة وتحويلهم من طاقة كامنة الى قوة انتخابية فاعلة، تزن بل كانت (فعل ماض ناقص) قادرة على قلب المعادلات السياسية وتغيير المشهد السياسي من حال إلى حال...

حسب المرزوقي ومن معه انّ ذاك المعين الانتخابي "مسجل في دفترخانة" (على قول سي علي العريض) بل تكفي منه كن ليكونوا طوع بنانه..

صار "الحراك" معاقا، وانقلب الى مجرد صوت وسط زحمة الاسماء وجلبة السوق السياسية، وسواسية بمرزوق مجرد "بيدق" يؤثث بوجوده/صياحه التنوع المطلوب للقول بوجود ديمقراطية التسويق والتصريف في المحافل الدولية كما يعشق ذلك رعاة "الانتقال الديمقراطي" في الغرب…

النهضة تغيرت من كائن يحتاج المرزوقي وبن جعفر في وظيفة airbag الى المطالبة بمد الرجل امام جميع الاطراف الفاعلة في المشهد السياسي…

لسوء حظ المرزوقي ليس له من جميع ما يملك سوى انصاف، بما في ذلك نصف حصير يبسطه امام "الشيخ التكتاك"، حين نستثني "الشاهد على العصر" حيث جمالية القول والخطابة تعوض فاعلية الممارسة السياسية…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات