كتب الصّديق الأستاذ الباحث سامي براهم تدوينة كشفت الكثير من اندفاعيّتنا و استجابتنا للاستثارة و قراءاتنا السّطحية و استدعاءنا لأحكامنا الجاهزة و المستعجلة.
استحوا...اذكروا موتاكم بخير ...نعم استحوا يا من تطلبون الرّحمة لمن يثار حوله جدل و في ذلك تذكير بأفعال أو اقوال قد سبّبت ضررا للغير و جراحها مازالت تنزف...كانت سببا للفرقة و الحقد و تضييق معيشة البعض و سجن البعض...كانت سببا مباشرا لتعطيل كلّ المسار.
كانت ظلما محضا باعتبار أنّ هناك من يقول أنّه تعرّض للظّلم....بل أنّنا لم نعط الفرصة لنستمع لمن يدّعي أنّه تعرّض للظلم و ليدحض ما يدّعي أنّها كذب و أراجيف ، بل اتّخذت كسرديّة لم تناقش...التّعويضات، بكم كيلو النّضال، افلاس الدولة ،بل أنّ نفس السردية تؤكد أنّ سبب الفشل حاليا هي ارث ما سبق...و مازال البعض يعلّق فشله على نفس الشمّاعة.
واضح من خلال الوقائع و النّتائج أنّ كلّ ما قيل هو افتراء و كذب فاضح و للأسف فإنّ القصف المركّز للجمهور و عدم التّعامل بجدّية و بفاعلية من قبل المستهدفين قد ثبّت تلك السّردية تماما كسردية العدوّ الصّهيوني الّتي احتاجت لطوفان لكي تواجه و تنحسر و تبتدئ في الانكسار.
من يذكر و يصرّ على ذكر شخص يحوم حوله جدل و شبهة ظلم هو يعيد نفس السّردية و يحييها و يكرّر نفس ظلمه و يستثير من ظلمهم و جراح البعض مازالت لم تندمل و آخرون يقبعون في السّجون.
من يصرّ على استدرار الرّحمة لمن يعتقد البعض أنّه لا يستحقّها لظلم اقترفه لا أعتقد أنّه صادق في ذلك، فقد يكون جهلا باعتباره ضحيّة لغسيل دماغ متماهيا مع حركة الجمهور الموجّه، أو قد يكون تكلّفا و رياء، أو قد يكون مقصودا لإحياء السّردية و تثبيتها، و في النّهاية دعوة يشكّ في صدقها و لكنّها قد تستفزّ قلوبا مكلومة تدعو بنقيضها و هي صادقة و قد لا يكون بينها و بين اللّه حجاب كدعوة أيّ مظلوم.
كان بمقدور الظّالم أن يراجع نفسه و يعدّل موقفه و ينصف من ظلمه بالاعتذار و بجبر الخواطر و الأضرار و لكي لا يكرّر هو أو غيره ما صار، أمّا و ما لم يفعل ذلك قبل صفارة النهاية و طيّ صفحته فأمره بين يدي العدل الحقّ الرّحيم المنتقم الجبار.
استحوا...يا من تكرّرون نفس السّردية و انتم متيقّنون بأنّها كاذبة، يا من تلوكون كالببّاغاوات ما تريدون أن تفرضوها أنّها حقائق صادقة و هي محض افتراء و اراجيف واضحة، بتكرار نفس الخطأ و بذكر من نظّر له حتّى و إن طلبتم له الرحمة فإنّكم تجلبون له النقّمة، دعوه بينه و بين ربّه فقد يكون ارحم به منكم ،لا تحوّلوه الى صفّ المجرمين الكبار من نظّروا للإجرام و استمرّ ظلمهم حتّى بعد رحيلهم.
استحوا...اصمتوا...بذلك تذكرون موتاكم بخير.