حُطّ السِّيفْ ڨْبالْ السِّيفْ

"حماس" وشقيقاتُها الفلسطينيّاتُ المجاهداتُ فكرةٌ.. أُوجدتْ من أجل استردادِ أرضٍ وحرّيّةٍ وبُغيةَ إذلالِ عدوٍّ زنيمٍ طغى وتجبّرَ وسامَ أصحابَ الأرضِ ألوانًا من ظُلْمٍ وقهرٍ وتشريدٍ وتقتيلٍ وتعذيبٍ وامتهانٍ يشيبُ لها الوِلدانُ منذ ثمانيةٍ وأربعينَ على مَرأًى ومَسمعٍ من جميع بلدانِ العالَم وشعوبِها، بل وتحرَّشَ بأقطارٍ عربيّةٍ مجاورةٍ وغيرِ مجاوِرةٍ انتهكَ سيادتَها واغتَصبَ شيئًا من جغرافيّتها وحوّلَ قادتَها إلى معاوِنينَ متعاوِنينَ خذلوا القضيّةَ وباعوها بأبخسِِ الأثمانِ…

صحيحٌ أنّنا تألّمْنا ونتألّمُ لسقوط قادتِها السّياسيّينَ غيلةً على أرضِ آبائهم وأجدادِهم، وفي عواصمِ سؤالِ الدّعمِ السّياسيِّ والعسكريِِّ المرغوبِ.

صحيحٌ أنّنا أُصِبْنا بوجَعٍ شديدٍ لفقدانِ قادةٍ عسكريّينَ أفذاذٍ عمِلَ بعضُهم علَنا وعملَ بعضُهم الآخرُ سرًّا فوَهبونَا فرحةً خفّفتْ ألمَنا ووجعَنا تخفيفً لا يُنكرُ…

لكنّنا تجاوزنا لأنّ هؤلاءِ الإخوةَ والأهلَ احتسبوا ما قدّموا وما انتهوْا إليه لوجْهِ ربٍّ كريمٍ أمرَ بالقتال من أجل الأرض والعِرضِ فأُطيع، ودعا إلى إعداد ما يُستطاعُ فقيل له لبّيْك، لذلك ارتقوْا وما نزلوا. ارتقوْا شهداءَ عند ربّهم يُرزَقون..

تجاوزْنا أيضًا لأنّ التّجربةَ المديدةَ علّمتْنا أنّ استشهادَ من حسبْنا في نهايتِهم نهايةَ القضيّةِ قد عُوّضوا خلال ساعاتٍ فكان الآخذونَ رايةَ الحربِ المقدّسةِ خيرَ خلَفٍ لخيْرِ سلَفٍ…

رحم الله من ارتقى.. وسدّد رأيَ من ينتظرُ ورمْيَه. ولا خوفَ على حركةٍ بمثلِ الرّوحِ الإيمانيّةِ الوطنيّةِ القتاليّةِ التي وقفَ على حقيقتِها العدوُّ قبلَ الصّديقِ.

حتمًا سيتواصل في غزّةَ قولا وفعلا شعارٌ مشحونٌ بأسمى المعاني والقِيَم سمعتُه على لسانيْ الشّهيديْن القائديْن البارزيْن إسماعيل هنيّة ويحي السّنوار:

"حُطّ السِّيفْ ڨْبالْ السِّيفْ.. إِحْنا رْجالْ مْحمّدْ الضِّيفْ".

وحتمًا سيُحقّق اللّاحقون ما مهّد له السّابقون في أرضٍ ولّادةٍ لعشّاق الشّهادة هي جُزيءٌ من خريطة عربيّة ممتدّة نموتُ فيها على فُرُشِنا طالبينَ استدامةَ الحياةِ !

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات