الإفراج عن السيّدة سهام بن سدرين يؤكّد هشاشة " خرافات " وأكاذيب العمالة والتآمر والخيانة، تهم تحوّلت إلى وصفات جاهزة تصرف عبر آليات الدّعاية لغاية التّشويه والعبث الاستراتيجي برموز النّضال من أجل الحريّة والكرامة. عبث امتدّ من فترة بن علي واستمرّ مع نفس الأجهزة بعد الثورة وما بعدها .
صورة السيّدة سهام بن سدرين ساعة الإفراج عنها مبتسمة بشعر أبيض رافعة شارة النّصر صورة بسلطة معنويّة طاغية ستظلّ عالقة في الذّاكرة التونسيّة التي لئن فقدت الكثير من قدرتها على التذكّر والتفكّر بفعل الطّرق الإعلامي والتّلاعب، إلّا أنّها لن تنسى ابتسامة امرأة تشبه وطنا شابَ وهو يواجه القهر.
في انتظار الإفراج عن البقيّة المعتقلين من أجل " خرافات " أخرى أنتجها " لا عقل " سياسيّ كاره للاختلاف، من الأكيد أنّ هذه البلاد تحتاج سرديّة أخرى غير سرديّة التكاره والانتقام، وغير سرديّة النّفي.
مازلنا نحلم، وسط توحّش للعالم يصبح خلاله إحداث ثقب في الجدار، انتصارا لا مثيل له.