توضيح لا بد منه:
النص يحكي على النزعة الغالبة على اليسار من عهد بن علي واستمرت حتى بعد الثورة (واللي هي نزعة صدامية ثقافوية مبنية أساسا على منطق التناقض الرئيس مع الاسلاميين والتناقض الثانوي مع البرجوازية)...وبالطبع اي تعميم غالط وأي شيطنة لمبادئ العدالة الاجتماعية والا لمناضلي اليسار اللي ما باعوش وما تورطوش في اجرام النظام هو تاويل مغرض وما يستحقش الرد اصلا.
اليسار اللي كان يعارض بن علي تحت حماية كمال اللطيف باش يدافع على خرافات" النمط المجتمعي التونس، اليسار اللي عمرو ما شاف انو النمط هذا هو نمط برجوازي تابع ولا وطني...ما غلطش.
اليسار اللي تنتمي ليه أغلب القيادات الأمنية اللي خططت وأشرفت على المحرقة متاع الاسلاميين في أوائل التسعينات(واللي عمل في عذابهم صنعة من موقع ايديولوجي وانتهازي ما ينجم حد ينكرو) ،اليسار اللي أعطى للتجمع أعظم العقول الاستئصالية متاع لجان التفكير ...ما غلطش.
اليسار اللي هو عجلة خامسة في ماكينة التجمع وكلب حراسة ايدلوجية لخرافات النمط وامتيازات البرجوازية اللاوطنية اللي مستفادة منها ،اليسار اللي مستعد ينقذ المنظومة في كل أزمة هيكلية ويزودها ب"الكفاءات" متاعو بأس يحافظ على الوضع القائم بدعوى "التقدمية"...ما غلطش.
اليسار اللي قطع الطريق على المرزوقي المناضل الحقوقي باش يسند شخص متعلقة بيه جرائم تعذيب وتدليس وشبهات فساد مالي...اليسار اللي ساند ترشح "الأستاذ الباجي قايد السبسي" وهبط الرحوي نفسو في الحملة الانتخابية ...ما غلطش.
اليسار اللي تحالف مع بن علي قبل الثورة وخلاه يدمر الحياة السياسية في تونس بمنطق التناقض الرئيس والتناقض الثانوي ، اليسار اللي تحالف مع التجمعيين في جبهة الانقاذ واعتصام خصة باردو بنفس المنطق البائس ...ما غلطش.
اليسار اللي يقبل انو بوصبيع يمول حملتو الانتخابية والباجي يشرف على افتتاح مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الانسان، اليسار اللي يؤمن انو البرجوازي الحداثي اقربلو من البروليتاري المتدين...ما غلطش.
اليسار اللي مستعد يخدم حتى وزير بلا حقيبة عند الباجي، اليسار اللي يحكي على تونس للجميع وهو موش مستعد يقبل انو نقابة والا إدارة تكون للجميع...ما غلطش.
اليسار اللي دافع على أسقط ما ثمة في مافيات الإعلام والثقافة باش يضرب تجربة الترويكا ويعمل منطق استضعاف الدولة وضرب هيبتها...ما غلطش.
اليسار اللي مشكلتو شكون دخل للجامع موش شكون دخل لغرف التعذيب، اليسار اللي مشكلتو التعويض للزواولة موش عودة المنظومة المافيوزية بامتيازاتها غير المستحقة ...ما غلطش.
اليسار اللي انجب بوكاسا...محرز بوقا ...سمير العبيدي...برهان بسيس..عياض الوذرني...بن تيشه...محسن مرزوق...موش محتاج يعمل مراجعات لانو ......ما غلطش.
اليسار اللي ارتد على مقولات الصراع الطبقي والتناقض الجذري مع البرجوازية وولى مختص في الصراع الثقافوي ضد الاسلاميين، اليسار اللي ما بقالو من الماركسية كان الدين افيون الشعوب ونسى انو هو زادة زفرة الكائن المضطهد وأداة تحرر في سياقات ثورية واصلاحية معينة...ما غلطش.
اليسار اللي سلم على الشيخ راشد...عمل جريمة ويلزم يعمل مراجعة جذرية المسار اللي وصلو للكارثة هاذي ...ابتسم انه يسار التررني.
هكذا حوّلت النهضة البوليس السياسي إلى مرجع في الوطنية
مادامت النهضة لم تطالب بتحديد مسؤولية اليسار قانونيا وأخلاقيا وسياسيا عن فترة بن علي بصفة عامة، وبصفة خاصة عن المحرقة التي شملت الألاف من المنتمين اليها والمتعاطفين معها والماخوذين بحد الشبهة رغم أنه لا علاقة لهم بها…مادمت النهضة لم تطلب من اليسار أن يعتذر عن قياداته الأمنية وعن لجان تفكيره التجمعية وعن كل المنتسبين اليه ممن زينوا لبن علي و أفعاله حتى قال عنهم"غلطوني"، وممن ولغوا في دماء وأعراض الاسلاميين واستكرشوا من أموال عموم المواطنين قبل الثورة وبعدها….
مادامت النهضة تشعر بنوع من الدونية أو بضرب من دَين المعنى تجاه من لا معنى لوجوده إلا خدمة البرجوازية اللاوطنية في الداخل وسياسات اللتبعية الثقافية والإلحاق الاقتصادي بالخارج…مادامت النهضة قد باعت مظلوميتها بشبهة حكم لا حكم فيه. وبخرافة توافق لا يسمن ولا يغني من جوع …
مادامت قد "نظّفت" أغلب أوساخ اليسار واعترفت لها بالوطنية فلا لوم على البوليس السياسي في شكله الحزبي أن يزايد عليها وعلى أوجاع الآلاف ممن ارتبطوا بها بإرادتهم أو بإرادة كلاب الحراسة الايدلوجية.